العبد الغلبان ، وفتح باب الشيطان!!

بقلم: عبد الرحمن حسين العشري

أتحفنا عمرو اسماعيل والذي يسمي نفسه بالعبد الغلبان بمقالة (إن جاز أن نسمي الهراء الذي يكتبه مقالة ) يتساءل فيها عما إذا كانت لو من عمل الشيطان حقاً ، في إشارة وتلميح حقير مثل فكره إلى ضرورة إنكار الحديث الشريف جملة وتفصيلا ، وذلك من خلال محاولته إثبات أن استخدام (لو) هو تحريك للعقل واستدراك لأخطاء الماضي.

---------

نبدأ اولا برواية الحديث الشريف الذي تطرق لقضية "لو":

في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان .

----------

انتهى الحديث الشريف ، ونقول لجحش الشيطان : إقرأ وتمعن جيداً ، فالحديث مُوجّه للعبد المؤمن كفرد يأمره بالحرص على ما ينفعه والاستعانة بالله وعدم العجز ، وبعد ذلك إن أصابه ما يكره فيقول قدر الله وما شاء فعل ، وبذلك فإن العبد يا مطية الشيطان يكون قد حفظ نفسه من أعراض نفسيه خطيرة مثل الاكتئاب والاحباط وجلد الذات فهو قد فعل ما بوسعه ، وبعد ذلك كان ما قضاه الله صاحب الامر من قبل ومن بعد ، فيسلم العبد بالقضاء راضياً عن نفسه حيث بذل ما بوسعه .

----------

إذاً الحديث لا ينطبق على الحالة التي ذكرتها فأنت تتحدث عن حالة الأمة ودراسة الأخطاء التاريخية ، وهذا مطلب لا غبار عليه ، ولكن في نفس الوقت لا يستقيم منطقاً ولا عقلاً يا دكـ ثور الاستشهاد بالحديث كي تنقضه بطريقتك الخبيثة من خلال أمثلتك التي لا علاقة لها بمضمون الحديث.

----------

أما استخدامك لكلمة "لو" بالطريقة التي استخدمتها فهي تندرج في باب النفاق ، حيث أهديك ما قاله أحد العلماء : قال: وقول الله تعالى: يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قال: وقوله: الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ذكرنا أن قول "لو" في الماضي أن هذا لا يجوز، وأنه محرم، ودليل ذلك من الآيتين، ومناسبة الآيتين للباب ظاهرة، وهو أن التحسر على الماضي بالإتيان بلفظ "لو" إنما كان من خصال المنافقين.

--------

وأخيراً أيها العجوز التحفة نتوجه لك بأسئلة باستخدام "لو" مثل أسئلتك:

ماذا لو عدت إلى وطنك الذي تدعي عشقه وخدمت أبناء بلدك بأجور رمزية بدلا من تكديس الريالات التي تلعن أصحابها صباح مساء؟

--------

ماذا لو كنت في غرزة حشيش افتتحها احمد صبحي منصور (محلل الحشيش) ، وجلست المدعوة آية للفتوى وقد كشفت عما رأته حلالاً من جسدها وهو كله ما عدا فرجها ، وفجأة كبست عليكم شرطة الآداب وأنتم في جلستكم المريبة هذه؟

-------

ماذا لو جاء الوعد الحق فجأة ومكّن الله لبعض عباده دينهم الذي ارتضى لهم واستخلفهم وعادت الغلبة لأهل الدين بعد الانكسارات ، فهل ستفر بجلدك إلى الولايات المتحدة لاحقاً بصبحي منصور وشركاه ؟

--------

ماذا لو وقفت أمام الله يوم الحساب مفلساً وقد شتمت ابا هريرة ومعاوية وابن تيمية وغيرهم ؟

--------

ماذا لو وجدت أنك من الأخسرين أعمالا وأن السنة النبوية حق وأن الاحاديث الشريفة حق وأن البخاري لم يكن كاذباً؟

---------

ماذا لو رأيت ساعتها احمد صبحي منصور والشيخة آية بتاعت كله إلا الفرج ؟ ماذا ستفعل بهما ساعتها وقد أسقط في يدك ؟

--------

كثيرة هي الأسئلة بـ"لو" فلا تفتح عليك باب ممتطيك يا دكـ ثور .