بقلم : ممدوح أحمد فؤاد حسين
تعاني كثير من الدول من مشكلة هجرة العقول وتعمل بعض الدول الحية علي مكافحةهذه المشكلة. ولكن هناك مشكلة أخري لا تقل عنها أهمية ولا تجد من يتصدي لها وهياكتشاف ورعاية الأطفال الموهوبين . ولا شك أن الدول لا تتقدم بأصحاب العقلياتالوظيفية ولكن تتقدم بأصحاب العقليات الابتكارية ولكم في بيل جيتس الأمريكيالعبرة .ولأن الأطفال المبتكرين والموهبيين عملة نادرة في أي دولة فإني أتساءل كم أسرةفي مصر تتمكن اقتصاديا من رعاية ابنها إذا رزقت بابن موهوب . والذي يزيد منتعقيد الأمر أن السياسات التعليمية المطبقة في السنوات الأخيرة أو المزمعتطبيقها في السنوات المقبلة تجعل من العملية التعليمية أمرا يكاد يكون مستحيلاحتي بالنسبة لأبناء الطبقة المتوسطة والفوق المتوسطة وبذلك تنحصر الرعايةالحقيقية للأطفال في أبناء الطبقة الغنية ويتضح ذلك من السياسات الأتية :1) التقويم الشامل ابتداء من المرحلة الابتدائية (50% من الدرجات للامتحانالتحريري و50% من الدرجات لمدرس الفصل يقدرها حسب أخلاق ومشاركة التلميذ فيالأنشطة المختلفة ) وبالتأكيد سيزيد هذا النظام من الأعباء المالية وبعد هذاالنظام سنقرأ أعلانات عن عبقري التربية الموسيقية والفنية والرياضية وصاروخالتدبير المنزلي وخلافه وستزيد فاتورة هدايا عيد الأم والتبرعات التي ينكرها كلوزير للتعليم .2) التفكير في إلغاء مكتب التنسيق للقبول بالجامعات وهو يكاد يكون المكانالوحيد الذي يتمتع بالشفافية وطبقا للسلوكيات المريضة التي يعاني منها المجتمعالمصري سوف تتدخل الواسطة والرشاوي في تحديد المقبولين في الجامعات . ناهيك عنالاتهام بالحق مرة وبالباطل مرة أخري للتدخلات الأمنية أو التمييز الديني بينالمسلمين وغيرهم .3) التدريس الإجباري للغة الإنجليزية ابتداء من الصف الأول الابتدائي ولا يقولقائل أن التجربة ناجحة بالمدارس التجريبية والخاصة وذلك للتفاوت الكبير في جودةالعملية التعليمية بين تلك المدارس من جهة وبين المدارس الحكومية من جهة أخريهذا فضلا عن التفاوت الكبير في إنفاق الأسرة في الحالتين . وغني عن البيان أنالكثيرين من الحاصلين علي الشهادة الاعدادية لا يعرفون القراءة والكتابةبالعربية فما بالك بالإنجليزية.4) التفكير في جعل الثانوية العامة ثلاث سنوات مع العمل بنظام المجموع التراكمي. مما يزيد من الأعباء المالية للدروس الخصوصية .كل هذه السياسات تزيد من الأعباء المالية للعملية التعليمية مما يعني خروجملايين جديدة من الأسر المصرية المتوسطة والفوق متوسطة من العملية التعليميةمما يؤدي إلي اهدارا ثروة البلاد من العقول الابتكارية والموهبين أبناء هذهالأسر التي ستعجز حتما عن رعايتهم .وبذلك لم يعد التعليم كما قال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين : كالهواء حقلكل مواطن ولكنه أصبح كالتفاح منه ما هو بلدي لا يؤكل وأمريكاني فاخر للكبارفقط .
______________________________________________
______________________________________________
No comments:
Post a Comment