Friday, July 6, 2007

إثبات نسب ابن الزنا -2


بقلم : ممدوح أحمد فؤاد حسين
كان طبيعيا بعدما فجرت عصابة التوربيني مأساة أطفال الشوارع أن تقوم كل فئات المجتمع بعملية مراجعة أولوياتها وأن تقوم الدولة بمراجعة قوانينها في اتجاه تدعيم وترابط الأسرة وتغليظ عقوبة الزنا ومراجعة لقانونية الزواج العرفي إلا أن وسائل الإعلام خرجت علينا بخبر عن قيام رابطة المرأة العربية بتنظيم ندوة وبمشاركة 5 منظمات في المجتمع المدني طالبت فيها بحق كل طفل مولود في اثبات نسبه سواء كان ذلك من زواج رسمي أو غير رسمي أو علاقة غير شرعية. ولحسن حظ المجتمع لعله يفيق نشرت نفس الجريدة في نفس اليوم في صفحة الحوادث (الجريدة هي الأهرام وللاسف لا أذكر تاريخ النشر وهو قبل عيد الاضحي الماضي ) مأساة أب بالاسكندرية فقدت ابنتيه 16 و 18 عاما عذريتهما والبنتين حاملين في شهرين وأربعة أشهر والفاعل ذكر واحد (فرق كبير من الرجل والذكر)... فهل اثبات النسب للطفلين سيضمن لهما حياة ورعاية أسرية سليمة؟ وهل من سبيل للبنتين إلي حياة طبيعية بعدما ما وقع منهما من جريمة في حق أنفسهما وفي حق المجتمع؟
والغريب أن الموقف القانوني لهذا الذكر شبه سليم فهو لن يحاكم علي جريمة الزواج بأختين لأنه زنا بهما ولم يتزوجهما . ولن يحاكم علي جريمة الزنا إلا إذا رفعت أحدي البنتين أو وليهما الأمر للقضاء والأرجح ألا يحدث ذلك لأن قد يترتب علي ذلك انزال العقوبة علي البنتين أيضا . ولن يحاكم علي جريمة اغتصاب لأن الذي حدث كان برضا البنتين ... تبقي نقطة واحدة ربما يحاكم عليها وهي أن البنت ذات ال16 عام تعتبر قاصر وحتي في هذه الحالة عقوبته بضع سنوات يخرج بعد ثلثي المدة وقد أضاع مستقبل فتاتين وطفلين ... يحيا العدل!!.
أعود لأصل الموضوع وهو أثبات نسب ابن الزنا. هنا سوف أنحي جانبا الحلال والحرام والزواج الشرعي والغير شرعي ولكني أتكلم فقط من زاوية مصلحة المجتمع . بكل تأكيد لقد سبقتنا دول كثيرة في العالم الغربي في أثبات النسب من العلاقات الغير الشرعية فهل زادت العلاقات الغير شرعية أم نقصت؟ وهل قل عدد الأطفال الغير شرعيين أم زاد؟ (السعيد من اتعظ بغيره).
أليس أطفال الشوارع اللذين وصل عددهم أكثر من 2 مليون معظمهم يحمل شهادات ميلاد؟ أليس التوربيني وأفراد عصابته وضحاياهم يحملون شهادات الميلاد ؟ هل أفادتهم شهادة الميلاد في شئ ؟
إن اختزال حق الطفل من أبيه في شهادة الميلاد اختزال مخجل ومشين والدعوة إلي اثبات نسب ابن الزنا ستؤدي إلي تفكك وانحلال الأسرة والمجتمع ولن تفيد الطفل وسيؤدي إلي مزيد من أطفال الشوارع زيادة رهيبة .
ممدوح أحمد فؤاد حسين
Mam_elshamy@hotmail.com

No comments: