Saturday, September 22, 2007

إلى كاهن العلمانية العجوز ، لا تفرح كثيراً

بقلم: المحرر
في هذا المقال الذي قد يكون الأخير ، لا بد أولاً من توجيه تحية محبة وتقدير الى كل من ساهم معنا في الكتابة والتعليقات خلال الفترة السابقة منذ نشأة الموقع.
ثم نأتي الآن إلى صلب موضوع المقال وهو ما كتبه كاهن العلمانية أو جحش الشيطان عمرو اسماعيل في موقع شباب مصر التابع لحزب شباب مصر والذي يرأسه صحفي مغمور كان عامل بناء في الأردن الشقيق ، ثم أخذ يتطفل على عالم الصحافة ، والالكترونية منها بالذات ، ليصل في النهاية الى رئاسة حزب مسخ مهمته تلميع جزم اعضاء الحزب الوطني.
وقبل الحديث مع عمرو اسماعيل ، فإننا وبمناسبة الحديث عن موقع شباب مصر ، يجدر أن نذكّر اننا سبق وأن أعلنا قبل فترة هدنة مع الموقع نظراً لاعلانه عن توقفه عن قبول اية مقالات تتعارض مع الثوابت الاسلامية ، واحترمنا يومها هذا الاعلان ، غير أنه كما يقول المثل " نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب ، وذيل الكلب (عمرو) ما ينعدل و لو علقوا فيه 100 قالب " فعاد الموقع المشبوه إلى نشر مقالات حثالات ما يسمى بالقرآنيين وبني علمان دون وازع من دين أو ضمير ، وعاد محرر الغبرا أو المحررة اياها بتاعة الحزب العائلي الى تمرير تعليقات جحش العلمانية التي يدعو فيها الى محاكمة الانبياء الكرام ، ويشتم فيها اكابر الصحابة وخير القرون، في نفس الوقت الذي يتم فيه حجب ردود الصالحين والأخيار.
نعود الآن الى جحش العلمانية عمرو اسماعيل ، والذي كلما طالته صفعة على قفاه كلما شعر براحة اكثر ، فهي المسكنات التي تهدىء سعار مرضه النفسي العجيب المتمثل بالمازوخية وهي استمراء التعذيب والاحتقار ، وأنا متأكد أنه الآن يشعر بانتشاء مازوخي عالٍ جداً مع هذه الجرعة من الاهانات .
كتب المَهين كاهن العلمانية مقالاً هذا اليوم في الموقع المشبوه مستخدماً اسم الموقع " مصر ليست هؤلاء" ، في محاولة رخيصة لمنحه جُرعاً جديدة من العلاج لمرضه النفسي ، ونحن بدورنا لن نحرمه من هذه الأمنية ، ولكن مع اعتذارنا له بأنها لن تستمر طويلاً.
بصراحة شديدة أقول أن هذا الموقع عندما أنشىء، كنا نحسب أن كاهن العلمانية شخص يشكل خطراً على الفكر الانساني ، وأنه عندما ينطلق ناقداً ومقلباً في صفحات أمهات الكتب ، فإنما يفعل ذلك وهو منطلق من قاعدة بيانات عقلية ضخمة في دماغه الذي تصورناه دماغاً حقيقياً، ولكن بعد فضيحته المدوية في الموقع المشبوه عندما فسر كلمة "كنتم" ثم تهربه من الاجابة والتعليق كلما فتح أحد الكتاب الموضوع معه وناقشه في فضيحته وجهله باللغة حيث كان يسارع الى الاختفاء والقفز الى مقال آخر متجاهلا تماما ما وجه اليه من سؤال ، عندها فقط أدركنا ان الرجل ضحلٌ منتهى الضحالة ، وأنه مختوم على قفاه بالهبل وقلة الحيلة.
وترافق مع هذا الاكتشاف المتأخر شيء آخر مهم على المستوى الشخصي وهو ظروف خاصة استجدّت جعلت من الشجاعة بمكان الاعتراف بأنه يستحيل التفرغ لمثل هذا الانسان الفارغ ومنحه كل هذا الوقت والجهد ، بينما هذه الظروف تستغرق أصلا كامل الوقت اليومي .
لذلك كله نقول وبعد إذن الزملاء الكتاب والاعتذار منهم أن هذا الموقع سيتوقف وإلى أجل غير مسمىً عن نشر الجديد ، فالوقت لم يعد يسمح لإدارة الموقع ، كما أننا بتنا على يقين كامل أن جحش كلمة "كنتم" وجحش بيان ابي ذر المقديشي وجحشة "كله الا البتاع " ومعهم فوق البيعة رئيس تحرير جريدة تلميع جزم الحزب الوطني ، أن هؤلاء جميعاً أهون عندنا من منحهم دقيقة واحدة من وقتنا الثمين ، وإننا وفي هذا المقام نعود وننصحهم باتباع نصيحة الكاتب الراحل كمال عارف رحمه الله بأن يجهروا بدعوتهم في مساجد المسلمين بعد صلاة الجمعة مع تحذيرنا لهم من مغبة ذلك حيث سيدفنون تحت ركام جزم المصلين .
بقيت كلمة أخيرة نوجهها لصاحبنا جحش كلمة "كنتم" وهي أننا سنبقي على الموقع متاحاً على الشبكة ، فيستطيع الدخول اليه بين الفينة والاخرى ليأخذ جرعة مسكنة لمرض استمراء الاهانات المستفحل لديه ، كما يمكن استخدام محتوياته لأي شخص يرغب في الاقتباس أو النقل أو التفكه على أحوال جحوش الشيطان .
وكل عام والأمة وثوابتها وأخلاقها بخير.
محرر موقع "مصر ليست هؤلاء"
تنويه أخير: سيدّعي الجحوش المذكورون في المقال أعلاه ومعهم بقية الأراذل والسفهاء أن توقفنا ليس إلا بسبب عجزنا عن دمغ حججهم ومقارعتها بالحجج ، وهذا مردود عليه سلفاً ، فهم بجهلهم وضحالة فكرهم أقلّ وأدنى من منحهم شرف الجدال ومقارعة الحجة بالحجة ، لذلك فليقولوا ما يشاؤون ، ففضائحهم أكبر دليل على إفلاسهم وفشلهم.

Friday, August 31, 2007

احتكار المسيح عليه السلام

بقلم : ممدوح أحمد فؤاد حسين
أذاعت قناة «آي. تي . في» البريطانية يوم 19 أغسطس الحالي فيلما وثائقيا بعنوان (المسيح في عيون المسلمين) وقالت عنه صحيفة «الجارديان» البريطانية إنه يستخدم القرآن كمصدر رئيسي لمعلوماته، ويستخدم حوارات مع علماء ومؤرخين لإبراز كيف يري المسلمون المسيح عليه السلام.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الفيلم يوضح كيف «يكرم الإسلام المسيح عليه السلام كنبي ولكن ليس كابن للرب»، مضيفا أنه بالنسبة للقرآن، فإن عملية الصلب هي خيال مقدس، فبدلا من موته مصلوبا تم إنقاذ المسيح عليه السلام من قبل الملائكة، وتم رفعه إلي السماء.
ونقلت «الجارديان» عن اللورد براج - الكاتب والمذيع البريطاني البارز- إعجابه الشديد بفكرة الفيلم، وكيف أن المسيح عليه السلام كان رمزا في الإسلام، ولكن معظم الناس لا يعلمون، نافيا فكرة أن يتسبب هذا الفيلم في تفريق المجتمعات.
وهنا شنت الكنائس المصرية الثلاث: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية، هجوما لاذعا علي الفيلم وطالبت بمنع عرضه في مصر .
ومن حقنا أن نتساءل أليس السيد المسيح عليه السلام يمثل جزءا مهما من عقيدة أتباع الأديان السماوية سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين؟ وبالطبع هناك اختلافات في مفهوم طبيعة وحياة السيد المسيح عليه السلام ليست بين المسلمين والمسيحيين فقط بل أيضا بين المسيحيين بعضهم البعض. وغني عن البيان أن من حق كل فريق من هؤلاء أن يعبر ويوضح عقيدته في طبيعته وحياته عليه السلام بكل صور التعبير. ومن المؤكد أن هناك عشرات الأفلام بل ومئات الأعمال الفنية التي توضح طبيعة السيد المسيح وحياته طبقا للمفهوم المسيحي ولم يعترض مسلم واحد علي عرض هذه الأفلام في مصر رغم أنها بالتأكيد تخالف عقيدة المسلمين كما وردت في القرآن الكريم فلماذا الاعتراض علي فيلم واحد يوضح طبيعة السيد المسيح عليه السلام وحياته طبقا للمفهوم الإسلامي؟.
يقول الأنبا مرقس، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الأرثوذكسية، أسقف شبرا الخيمة: (هذا الفيلم يزيد من الفجوة بين المسلمين والمسيحيين، ولذلك أرجو عدم السماح بعرضه داخل مصر، خاصة أن المسيحيين يعرفون جيدا وجهة نظر الإسلام في المسيح من خلال الكتب المتداولة في الأسواق، موضحا أن خطورة عرض مثل هذا الفيلم ترجع إلي استعانة منفذيه بمؤثرات ووسائل خداع تعمل علي إثارة المشاعر).
وواضح من كلام الأنبا مرقس أن الفيلم ليس فيه جديد غير ما هو موجود بالفعل بالكتب المتداولة في الأسواق ويعتبر سيادته أن خطورة الفيلم ترجع إلي استعانة منفذية بمؤثرات ووسائل خداع تعمل علي إثارة المشاعر . وبالطبع فإن هذا ليس بسبب كاف لمنع الفيلم ولم يسبق في تاريخ السينما كلها أن تم منع فيلم لأنه مؤثر .. أما وسائل الخداع التي يتكلم عنها فهو لم يوضح ماهيتها وهل فيها إساءة للسيد المسيح أم لا؟
أما قوله (ولذلك أرجو عدم السماح بعرضه داخل مصر، خاصة أن المسيحيين يعرفون جيدا وجهة نظر الإسلام في المسيح) فالرد عليه : هل من حق المسلم أن يطالب بمنع عرض أي فيلم أو عمل فين يعرض وجهة النظر المسيحية في طبيعة وحياة السيد المسيح لأننا نحن المسلمين نعرف جيدا وجهة نظر المسيحية في المسيح !!!
ويقول الدكتور القس إكرام لمعي، رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية: (غالبية المسيحيين لن يقبلوا بعرض هذا الفيلم، رغم أن الجميع يعلم أن المسيح نبي له احترامه ومكانته بين المسلمين، ولكن جو التعصب الذي نعيش فيه حاليا سيجعل المسيحيين يعتقدون أن الفيلم نوع من التقليل من شأن المسيح). والرد عليه : ما دام يقر بأن الجميع يعلم أن المسيح نبي له احترامه ومكانته بين المسلمين فليس من حقه الاعتراض علي الفيلم إلا إذا كان هذا الفليم لا يحترم ولايقدر السيد المسيح عليه السلام . وهنا سيكون المسلمين أول من يعترض علي الفيلم.
لقد سبق وطالبت الكنائس المصرية بمنع فيلم ( شفرة دافنشي) بسبب مخالفته للعقيدة المسيحية وإساءته للسيد المسيح وهنا كانت الكنائس المصرية علي حق في طلبها ولم يعترض مسلم واحد علي هذا الطلب لأنه في عقيدة المسلم أن أي إساءة لأي نبي أو رسول تعتبر كفر بالإسلام ذاته .
أما في فيلم (المسيح في عيون المسلمين) فكما أن من حق المسلمين مشاهدة والتعرف علي عقيدتهم في السيد المسيح عليه السلام بالخطابة والكتابة والشعر فإن من حقهم ذلك في فيلم تسجيلي أو عمل سينمائي .
إن السيد المسيح عليه السلام ليس حكرا علي أتباع دين أو طائفة محددة بل أنه عليه السلام جزء من عقيدة المسلمين.
كلمة للمثقفين والمفكرين
عندما كانت رواية أولاد حارتنا ممنوعة من النشر.
وعندما تم سحب عدد من مجلة لنشرها قصيدة تعيب في الذات الإلهية .
وعندما يعترض الأزهر علي أي كتاب أو عمل فني لإساءة للدين الإسلامي وعقائده وثوابته .
وعندما صدر حكم ضد أحد الشعراء في قضية سب رفعها أحد الشيوخ .
قرأنا عشرات ومئات المقالات التي تندد بالمنع وتطالب برفع الرقابة وتدافع عن حرية الرأي والتعبير وتتهم المسلمين بالجمود والتطرف و... الخ وترفعون شعار: الفكر لا يواجه إلا بالفكر .
فلماذا أنتم صامتون تجاه طلب الكنائس المصرية الثلاثة منع عرض فيلم (المسيح في عيون المسلمون) ؟ أليس هذا الطلب ضد حرية التعبير و ... و ... إلي أخر الشعارات التي ترفعونها؟
وكيف تبررون صمتكم السابق تجاه تدخل الكنيسة المصرية في انتخابات مجلس الشوري الماضية واصدارها بيان تأييد لجميع مرشحي الحزب الوطني علي مستوي الجمهورية ... أليس هذا تدخل للدين في السياسية .. أليس هذا مخالف للدولة المدنية .. أليس هذا مخالف للتعديلات الدستورية .
ولماذا لم تدافعوا عن حرية الصحافة أثناء الازمة التي نشأة بين الكنيسة المصرية وجريدة وطني والتي علي أثرها تم حظر توزيع الجريدة في الكنائس وكان ضمن مطالب الكنيسة منع نشر أخبار المعارضين للكنيسة وللبابا ومنع بعض الكتاب .
لماذا نراكم دائما أسودا أمام الإسلام والمسلمين نعامة أمام الكنيسة ؟؟
!!

ثلاثة أيام فى العجبى

بقلم: مصطفى قيسون
نعلم أن الشهب عبارة عن حبيبات ترابية وعند دخولها الغلاف الجوي للأرض تبدو مثل خط مضيء متوهج لامع يتحرك بسرعة في السماء وكأنه جسما له رأس وذيل ثم تختفي الشهب بعد قليل من توهجها نتيجة لاحتراقها وتحولها إلى رماد.. ذلك مما يجعل أطفال القرية يطلقون على الشهب "النجمة أم ذيل" ويربطون هذا المشهد برجم الشياطين فينشدون "سهم الله فى عدو الدين".. تذكرت هذا المشهد فى منطقة العجمى بالأسكندرية فكان ذلك مدعاة (لعجبى) إذ سمعت من بين ما أتلف صرصور أذنى آلة تنبيه (كلاكس) لسيارة تشبه النجمة أم ذيل أو كأنها زلزال له توابع فتسمع صوت الكلاكس يخرم أذنيك كطلقة مدفع ثم يضمحل شيئا فشيئا!.. والكلام عن منطقة العجبى ـ أقصد العجمى ـ مثل الكلام عن أي منطقة تقترب من سواحل البحر على أرض مصر حيث تتميز مصايفنا بالصخب الشديد الذى يحرمك الإستمتاع بمناخ المكان.. لا أتكلم هنا عن سوء التخطيط فهذا أمر قد ألفناه ومللنا الخوض فيه وليس جراج رمسيس آخر المطاف!.. كما أن حديثى لن يكون عن الخطأ فى تناول الأمور التى تهم الوطن والمواطنين لأن الخطأ أصبح عادة تماما مثل عادتنا فى سرد متاعبنا وأسباب تأخرنا حتى أصبحنا أساتذة فى التشخيص لكن لا علاج!.. ولن أتعرض للكلام عن الخطيئة التى باتت ظاهرة بعد أن أصبح الدى ان ايه هو وسيلة العلمانيين لإثبات النسب وبعد أن أجاز المفتى ترقيع الغشاء وبأن ذلك لا يعد تدليسا على التيس العريس!.. ولن أتكلم عن الغذاء الذى أصبح فاسدا بالدرجة التى تهدد صحة الشعب.. لكنى سأتناول التلوث السمعى الذى يهوى على الآذان ليحيل البشر إلى جنس جديد ليس بالمغولى ولا بالأصفر ولا بالأسود لكنه جنس بشري أصم.. أصوات صاخبة تحيل حياتك إلى جحيم مقيم وتجعلك تكره نفسك وتحسد الأصم على نعمته من الطرش
إن هذا الشعب الذى يتملقه كل من يُقبل على الإنتخابات فيصفه بالشعب العظيم يجرى بين أفراده من هو عظيم فى إجرامه وفى حاجة إلى تقويم وتربية بقوة القانون لا بأفلام الهلس والمسخرة وهز المؤخرة والأغانى الساقطة من المحسوبين على الرجال قبل النساء حتى أخذ منتجو أفلام الهلس على عاتقهم تعديل أخلاق المجتمع من الرقي إلى السوقية فخلقوا مجموعات من البشر لاتدرى ما هو الصح وما هو الخطأ فأساءوا إلى عظمة هذا الشعب وذلك ليس بمضمون الفيلم فحسب بل تضمن ذلك إسم الفيلم فبعد أن أطلقنا الأسماء القذرة على الأعمال الفنية فى المسرح والسينما مثل "صايع بحر" و"برهومة وكلاه البرومه" فإنى أتوقع فى القريب أن يخرج علينا منتج بأسماء أكثر سوقية وليس ببعيد أن نقرأ عن أعمال فنية لها عناوين مثل "غنى لى يا حبى.. أوريك المستخبى" و"اسقينى ويسكى.. أهزلك وسطى" و"آه يانى يا لهوتى.. إبن الكلب هرش جتتى".. إننى لا أستبعد ذلك بعد السباب الذى امتلأ به حوار الأفلام وهم يقولون أنهم يصورون الواقع!.. وكأن هؤلاء المنتجين قد استحبوا أن يعوم المجتمع فى مستنقع قذر وأرى أن وصفهم قد جاء فى كتاب الله سبحانه وتعالى "الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك فى ضلال بعيد"
والسؤال الآن "هو فيه إيه؟!..."
إن منطقة العجمى منطقة تكاد تكون عشوائية الشوارع عشوائية البنيان ولم تدخلها المجارى حتى تاريخه ذلك لأنها مصيف الغلابة أو أبناء البطة السوده أو أبناء الجارية الذين كانوا يشكلون يوما ما "الطبقة المتوسطة" من المجتمع قبل أن يتم سحقهم بين رحى الأكابر و رحى الأصاغر!.. وشوارع العجمى الآن قد امتلأت بالحفر العميقة كمن يبحث عن حفريات تمهيدا لتشغيل محطة صرف صحى وقد بدأ الحفر حيث بدأ فصل الشتاء وليس حيث انتهى موسم الصيف وكأن كل مسئول فى دولتنا الفتية لا يتحرك إلا "بناء على توجيهات الرئيس" مثل الحمار الكسول المتميز بالغباء والذى يحتاج دائما إلى مهماز من راكبه كل حين حتى ينشط ويسير فى الإتجاه الصحيح فإن أبطأ أو ضل طريقه فلابأس من تكرار الوخز فى جزء الفقرات بين نهاية الرقبة ومقدمة الظهر!
إن قضاء بضع أيام فى مثل هذه المصايف هي الموت انتحارا وليس مسألة حياة أو موت كما يقولون فكل الشوارع غرقى فى الصخب والإزعاج تختلط أصوات الميكروفونات التى تنقل صوت الآذان وتستمر طوال إقامة الصلاة بأصوات صادرة من مسجلات تقبع فى مقدمة المحلات تصرخ بأغنيات لشرذمة صنفوا أنفسهم بفنانين ومطربين.. وإن لم يكن الوقت وقت صلاة فيختلط صوت مقرئ نكرة يأتيك من أحد المسجلات ولاأدرى من علمه تلاوة القرآن بصوت واحدة مجهولة تأتيك من مسجل آخر وتؤدى وصلة من وصلات أم كلثوم.. ويختلط كل هذا بأصوات الباعة وهدير الكلاكسات على كل لون مثل صوت سرينة النجدة فتهرول إلى البلكون كحب استطلاع لترى ما الخطب فلا تجد إلا مينى باص ملاكى لكنه يعمل أجرة أراد سائقه أن يلفت الإنتباه.. ثم صوت كلاكس أشبه بزمارة القطار المجرى أيام عنفوانه وقبل أن يصيب مرفق السكك الحديدية ما أصابها!
وبعد أن غرقنا فى عرقنا وكأننا فى حمام للساونا انتهزنا فرصة انخفاض أصوات المسجلات للحظة ففتحنا النوافذ وباب البلكون ثم فجأة تقف سيارة عقب زحف فراملها مؤدية صراخ أفلام الأكشن وعند فتحت أبوابها هب علينا جحيم متمثلا فى موجات من (التم والتك) يخلخل الهواء فتصل إلينا مطارق ليس فقط يهتز على أثرها طبلة الأذن بل تهز النخاع بذاته وبأمانة وصدق فإنى لا أبالغ فى وصفى.. هبط من السيارة خمسة من شباب التيوس يرتدون فانلات اليهود تشبّها بفانلة عمرو دياب وقد ارتدوا بنطلونات الجنز التى بالكاد تغطى أسفل المؤخرة ويمنعها من السقوط حزام ذو (توكة) رعاة البقر تشبّها بحكيم الذى خرج عن تقاليد أسرته الصعيدية وبدأ هو الآخر يهز مؤخرته!.. واتجه الخمسة التيوس إلى مطعم التيك أواي المقابل للعمارة التى نشغل إحدى وحداتها تاركين سيارتهم صف ثانى مفتوحة الأبواب ينهمر منها هدير المسجل لأغنية تافهة لمغنى أكثر تفاهة وعندما جاءت سيارة يقودها رجل مسن يريد أن يعبر بجوار سيارتهم المفتوحة الأبواب أخذ المسكين يلوح بيديه بعصبية واضحة من خارج نافذة سيارته كي يفسحوا له الطريق بعد أن عجزت آلة التنبيه فى سيارته أن تعلو على صياح مسجل سيارة هؤلاء التيوس ولأنهم تيوس فلم يتحرك لأحدهم ساكن ولا ذيل ولا قرن وكأن الشارع يمتلكه أبوه أو أن الشارع قد ورثه عن أمه! مرة أخرى أقسم أنى لا أبالغ.. خرج التيوس من المطعم وبيد كل منهم كيس اتضح من شكله وطريقة تناوله أنه يحوى وجبة مع علبة مشروب وأحاطوا بجهتيّ السيارة يلوكون كالدجاج ثم يقذفون بمخلفات ما بأيديهم إلى نهر الشارع والموسيقى التصويرية لازالت تصرخ واستمر المشهد ما يزيد على العشرين دقيقة وبالطبع لم أكن أتحمل هذا الصخب إلا بعد أن أخذت الإحتياط الواجب بوضع سدادات للأذن اشتريتها من الصيدلية تحسباً لمثل هذا التخلف

وبعد هذا القرف وجدت أن الإستمرار مع هذا المناخ السيء يُعد عبثا ولم نتحمل الإقامة داخل هذا الجنون والتخلف أكثر من ثلاثة أيام فاتخذنا قرارنا بالعودة إلى القاهرة بعد أن تعدت الساعة منتصف ليل اليوم الثالث ولم نستطع الصمود إلى صباح اليوم التالى فقد كانت نار القاهرة خير من جحيم العجمى!

Wednesday, August 22, 2007

عودة أبو ذر المقديشي

بقلم : حسام السيسي
لمن لا يذكر من هو ابو ذر المقديشي نقول إنه شخصية مزعومة اخترعها صبي الصيدلاني المدعو عثمان محمد علي المقيم في كندا وهو أحد جحوش الشيطان الذين سبق الحديث عنهم في مقالات سابقة ، وقد ادعى يومها هذا الجحش أن أبا ذر المقديشي المزعوم هذا قد أصدر بياناً يهدده ومجموعة من النكرات أمثاله من الجحوش بالويل والثبور وعظائم الامور إن لم ينتهوا عما يفعلون ، وكانت فضيحة بالفعل يومها حيث تبين ان كاتب البيان ليس إلا عثمان محمد علي نفسه ، وقد أشبعه الكثير من الكتاب الأفاضل امثال الشاعر ابو السعود والاستاذ الفاضل قيسون والراحل الكبير مجدي محرم والعبد الفقير إلى عفو ربه كاتب هذه السطور ، أقول أشبعوه يومها صفعاً أدبياً وتهكماً يناسب مسخرته السخيفة.
المهم ، عاد المجرم أبو ذر المقديشي الى الظهور مرة أخرى ولكن بأسماء جديدة ، وهذه المرة بطل المسرحية الهزيلة هو شيخ القرآنيين بجلالة قدره حيث كتب يقول : ""لقد وصلتنى يوم 16 أغسطس الماضى رسالتان متتاليتان ، تقول إحداهما تحت عنوان : تحت عنوان : (قاتلوهم حتى لاتكون فتنة ) : (لتعلم ايها الكافر الزنديق عدو السنة انا نترقبك ولن يثنينا عنك واهلك وكل من تبعك موالاتكم لبلاد الكفر . الحرب قد بدأت ، ولنستأصلن اهلك وعائلتك أهل الضلال ، واننا لعلى علم بهم واحوالهم اكثر من علمهم بها ، واننا لنعلم اماكن عيشهم ومعاشهم ولنذيقنهم جزاء اعداء السنة ومزدرى صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ومايحث الان لهم ليس ببعيد ، فهذا اول الغيث وانتظر ماهو آت ) والتوقيع : ( يوسف ابن قتادة ) وتقول الأخرى : (احمد ياصبحى ، لاهنصدرلك بيان ولاهنعملك اعلان . من الاخر انت هربت لامريكا بس اهلك وعيلتك لسه هنا فى مصر . واحنا عارفينهم واحد واحد . وعارفين اماكنهم وكل شئ عنهم . واللى حصل المرادى ده مجرد بداية واحنا هنضبطهم كويس. ) والتوقيع (ابو هريرة الاسيوطى ) ""
لاحظوا أبو هريرة الاسيوطي ألا تربطه صلة قرابة يا ترى بأبي ذر المقديشي!!
لعبة مفضوحة ومسرحية هابطة لا يزال يصر جحوش الشيطان على تمثيلها مما يدل على إفلاس مزمن ومنقطع النظير.
لاحظوا ايضاً ايها القراء الأفاضل في رسالة الأسيوطي المزعومة حيث بدأها بقوله" لا هنصدرلك بيان " يعني في اشارة الى بيان ابو ذر المقديشي ، ومهما حاولنا ان ندعي الغباء وعدم تصديق أن الكاتب واحد أو على الأقل ..... في سروال واحد ، فإن الرسالة وطبيعتها تفضح نفسها بنفسها ولا مجال للتغابي.
على كل حال لعل هنالك فضيلة واحدة لهذه المسرحية الهزيلة هي أنها أعادت لي ذكريات لطيفة وجميلة عن ايام ابي ذرالمقديشي المزعوم ، وكيف بكى كاهن العلمانية العجوز يومها يستجدي احمد عبد الهادي ويضع ذنبه ان قتل في رقبة الاستاذ مصطفى قيسون ، وكيف ولول ابو رصاع وقال أنه عائد الى أمه حتى لا تفجع بمقتله من الظلاميين ، وكيف اختفى يومها عثمان محمد علي خلف شاشته يقرأ الصفعات تتوالى على قفاه وتفضح كذبته ولا يستطيع الرد عليها بعد انكشافه.
إيـــــــــه ، لله درها من أيام ، والله كانت حلوة بجد.

Tuesday, August 21, 2007

أحمد صبحي منصور والكذب المستمر

بقلم: عبد الرحمن حسين العشري
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ما ينطق عن الهوى إذ قال ( عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة , وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً. وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ).
ولست أتألّى على الله تعالى علواً كبيراً ولكن نحكم على البشر بالظاهر من أعمالهم وأقوالهم ، وكذاب "توسون" - والله أعلم - يبدو أنه قد كُتب عند الله كذاباً.
يكذب سجاح رشاد خليفة بكل وقاحة وصفاقة مستغلاً تعاجز القراء عن البحث عن حقائق التاريخ ، فيلقي ترهاته واختلاقاته في فتاواه المشبوهة ، وغالباً ما يأخذها القراء على أنها مسلمّات ، وهي لا تعدو كونها أكاذيب محضة من اختلاقه فقط.
مرة يدعي أن علماء اللغة العربية لم يلجأوا الى الأحاديث النبوية كمصدر لألفاظها لأنهم يعلمون انها مصنوعة (اي الاحاديث) ، ومرة يدعي ان تلاميذ ابي حنيفة هم من كتبوا موطأ الامام .
إن هذا السجاح يستغل ضيق وقت القارىء أحيانا ، أوعجزة أحيانا أخرى عن البحث عن صدق ما يقول ، فيدس كذباته ضمن فتاواه ، متأملا أن تأخذ مع الوقت ومع قلة المتابعة صفة الحقيقة الراسخة ، لذلك وجب على كل مسلم إن قرأ له شيئاً أن يتثبت من كل حرف يقوله هذا الأفاق وشلته المريضة.
أما إن كان الغرض هو الحصول على فتوى تبيح الحرام وتجيز المنكر ، فعندها ليس على القارىء الا التصفيق طرباً للفتوى التي يصدرها طريد الازهر وجماعته ، ولعمرى أول من سيطرب لفتاواه اولئك الباحثون عن اللذة الحرام ، فبالتأكيد سيعجب هذا الدين المنصوري العجيب شاباً شبقاً يبيح له نكاح المتعة ، وتناول الحشيش ، أو رؤية جسد المرأة الاجنبية كاملاً ما عدا فرجها كما أفتت شيخة القرآنيين المدعوة آية الله جعلها الله آية وعبرة لبنات الهوى امثالها.
ملاحظة: "سجاح" هو لقب أطلقه الدكتور الفاضل ابراهيم عوض على المدعو احمد صبحي منصور ، ضمن مقال مشهور هو "لكل مسيلمة سجاح" وفيه الكثير من اللطائف لمن أحب الاستزادة.

أوقف الهزائم يا أولمرت

بقلم: ممدوح أحمد فؤاد حسين
أوقف الهزائم يا أولمرت
( مصر يا عظيمة رفضنا الهزيمة )
أمر طبيعي أن نرفض الهزيمة التي تحيق بنا وأن نعمل علي الثأر لهزيمتنا وتحويلها إلي نصر وهذا ما حدث والحمد لله .
ولكن الذي لا يمكن فهمه أو تبريره أن يرفض البعض النصر !! وأن يعتبر النصر هزيمة !!
بداية فإنه من الأمور البديهية أنه لا أحد يحب الحرب وأن النفس البشرية تميل إلي السلام قال تعالي : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ) البقرة : 216. والأمر الذي لا خلاف عليه أن السلام في حاجة إلي قوة تحميه وأن هناك خيط رفيع بين السلام والاستسلام . والمتتبع للصراع العربي الإسرائيلي أن جميع الدول العربية بلا استثناء اختارت - أو هكذا تتدعي -خيار السلام وهناك من اعتبر أن السلام خيار استراتيجي وهناك مبادرات عن جامعة الدول العربية لتحقيق السلام .... ولكن لا حياة لمن تنادي فلا السلام حققوا ولا للحرب استعدوا.. ففي مثل هذه الظروف أعتقد أنه لا يبقي إلا الاستسلام .
ولأن هنا في منطقتنا العربية رجال رفضوا الهزيمة ورفضوا الاستسلام وفهموا إنه يستحيل تحقيق السلام إلا من خلال القوة فاستعدوا حسب طاقاتهم (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ ) الأنفال : 60 . وخاضوا في جنوب لبنان حرب يوليو /تموز 2006 .
وهنا خرج علينا الذي عز عليهم أن ينفضح أمر المنبطحين المستسلمين الذين فشلوا في تحقيق الحد الأدني من مطالبنا العادلة في فلسطين سلما أو حربا خرجوا علينا يبشروننا بالهزيمة التي لحقت بحزب الله رغم أنه من المفروض أن يحزنوا لهزيمة أي طرف عربي في صراعه مع إسرائيل !!.
وحتي لا ندخل في جدال من المنتصر ومن المنهزم وما هو تعريف النصر؟ .... إلي أخر السفسطة الجدلية التي يريدون أن يخفوا وراءها جبنهم عن مواجهة عدوهم واستسلامهم له وتخليهم عن تحقيق الحد الأدني من المطالب المشروعة لشعبنا العربي في فلسطين . فقد جمعت من مواقع الانترنت بعض ما كتبته الصحافة الإسرائيلية عن حرب يوليو/تموز2006.
فتحت عنوان "أوقف الهزائم يا أولمرت"
* كتبت صحيفة "معاريف" العبرية في افتتاحيتها الخميس 13-7-2006، مؤكدة أن أولمرت بات مُطالبًا بإنجاز عمل ضخم يعيد الجنود المأسورين في غزة ولبنان.
وقالت: إن كافة الأحداث الأخيرة تؤكد أن إسرائيل في محنة حقيقية، حيث تفتقد الزعيم -الذي كان آخرهم إريل شارون- القادر على التصدي للفصائل الفلسطينية "الإرهابية" وحزب الله وإيران وسوريا.
وأيدت "معاريف" قرار مجلس الوزراء الذي صدر الأربعاء 12-7-2006 بشن سلسلة عمليات عسكرية ضد لبنان، وبخاصة ضد حزب الله.
في الشأن ذاته، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: إن الطاقم الأمني في الحكومة اتفق على مهاجمة حزب الله جوا فقط، خوفا من تعرض جنود إسرائيليين آخرين للقتل أو سقوطهم في الأسر خلال أي عمليات برية
وقالت مصادر عسكرية للصحيفة: إن "العمليات البرية ضد حزب الله هي الحل الواجب اتخاذه في حال إذا قررنا القضاء عليهم بمساعدة القصف الجوي، لكننا لن نتحمل غضب الشارع الإسرائيلي في حال سقوط جنود آخرين قتلة أو أسرى، لذا قررنا أن تكون العمليات جوية فقط
* أصدر معهد الأبحاث الإستراتيجية في جامعة تل أبيب العدد الفصلي التاسع من "التقرير الاستراتيجي" تناول إخفاقات حرب لبنان الثانية، أي عدوان تموز 2006،
وفيما يلي أبرز النقاط التي تناولها التقرير.
- في المقالة الأولى من التقرير كتب الصحفي والمحلل في القناة العاشرة عوفر شيلح:
كانت القوة العسكرية الفائقة لإسرائيل الأساس في إعلان حزب الله وللشعور السائد في العالم العربي، بل وفي إسرائيل نفسها، عن تحقيقه الانتصار، انطلاقاً من حقيقة أنه بقي واقفاً على قدميه لمدة 33 يوماً، بل وأطلق في اليوم الأخير أكثر من 200 صاروخ كاتيوشا .
كذلك وضع إسرائيل لم يتحسّن. فالتهديد على الشمال ما زال قائماً، والصواريخ ما زالت موجودة، والحرب المنقضية أثبتت أنه يمكنه مواصلة إطلاقها وشل كل الشمال لمدة طويلة، وفي الحقيقة إجبار إسرائيل على أن "يرفّ" جفنها أولاً. ومن جهةٍ ثانية حصلت الجهات الأخرى في المنطقة على نموذج أمثل على كيفية التعامل مع تفوّق إسرائيل (العسكري) ومع الفجوات الموجودة في منظومة اتخاذ القرارات في الجيش الإسرائيلي، بل وحتى مع نفس قدراته .
وأضاف: "فقدت القوة الفائقة للجيش الإسرائيلي أهميتها كونه استخدمها ضد عدو لم يكن له أصلاً قدرة على التأثير عليه. فقد أطلق الجيش 130.000 قذيفة، ونفّذ 10.000 غارة، وفي بعضها تم استخدام ذخائر حيوية إلى حد أن مخازنها وصلت إلى الخط الأحمر، وكان هناك حاجة لإعادة ملئها فوراً من إسرائيل ومن الخارج. أيضاً الاجتياح البري لم يكن له أثر على سير المعركة، والجيش كان يعرف ذلك مسبقاً. حتى سقوط القتلى في صفوف عناصر حزب الله لم يؤثر على إطلاق الصواريخ، ووصلت إسرائيل إلى نهاية المعركة وهي مستنزَفة، كما لم تتأثر قرارات قيادة حزب الله .
- المقالة الثانية من التقرير كتبها رون تيره، الذي كان في السابق مسؤول قسم في استخبارات سلاح الجو. وتناول الكاتب فيها الاستخدام المفرط للقوة من جانب الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى محاولة الأخير تطبيق أفكار عملية غزو العراق "الصدمة والرعب"، مشبهاً ذلك بمحاولة كسر العظام لكائن حي لا يُرى بالعين المجردة. وقال فيها:
لقد صاغ حزب الله معركة لم يبقِ فيها أمام إسرائيل سوى اختيار أي مقتل تكشفه: الامتناع عن عملية برية، وكشف حساسيتها تجاه استهداف الداخل، أم الدخول إلى لبنان وكشف حساسيتها تجاه خسارة جنود. صحيح أن حزب الله فضّل التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار، لكن ذلك يأتي كعادته ضمن رغبة في "الحفاظ على مكاسبه"، وليس بسبب ضائقة أو أنه كان على حافة الانهيار. وبالفعل، فإنه في نظر حزب الله وجهات أخرى في المنطقة تابعت الحرب: حزب الله انتصر في المعركة. حقيقة أن بضع مئات من مقاتلي حزب الله وقفوا في ميدان المعركة بوجه 4 فرق، وأنهوا المعركة "منتصبين" ومحققين إصابات مؤلمة في صفوف الجيش الإسرائيلي، يمكن أن تتسبب في تطور نتائج غير مباشرة للحرب ومثيرة للقلق. فالجهات التي تابعت الحرب يمكن ان تستخلص ـ محقة كانت أم مخطئة ـ أن الجيش الإسرائيلي اليوم ليس كما كان بالأمس، وأن الجندي الإسرائيلي (والغربي عموماً) ضعيف ويجد صعوبات في مواجهة عقبات المعركة"
حرب يوليو/تموز في الميزان :
لا حزب الله ادعي أنه خاض حرب تحرير ولا أي من مؤيدية أو المنبهرين به اعتبر انتصاره انتصارا حاسما في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية والحقيقة أنها جولة ناجحة من جولات الصراع . إن أعظم النتائج المترتبة علي حرب يوليو/ تموز أنها أسقطت مفهوم العجز عن مواجهة إسرائيل وأنها أعلت من قيم المقاومة وبرهنت علي إمكانية تحقيق النصر فهذه الحرب خاضها بضع مئات صمدوا 33 يوما أجبروا فيها العدو الإسرائيلي علي قبول وقف اطلاق النار دون أن يحقق أي من أهدافه العسكرية .
إذا كان بضع مئات من المقاتلين تمكنوا من تحقيق هذه النتيجة فكيف يكون الحال إذا تجمعت إرادة الأمة علي رفض الاستسلام وتحقيق النصر لإجبار العدو الصهيوني علي سلام عادل
.

طباخ السم بيدوقه

بقلم : ممدوح أحمد فؤاد حسين
قرار رئاسي بمنع تعين أبناء العاملين الفقرات التالية من حوار السيد اللواء رئيس أكاديمية مبارك للأمن مع الأهرام يوم الجمعة 17 أغسطس 2007 .
( عشرون الف طالب حتي الأن تقدموا للالتحاق بكلية الشرطة لنختار من بينهم 1600 طالب تقرر قبولهم هذا العام ) .
( ولكن هذا العدد ليس من العشرين الفا وإنما ممن وصلوا إلي كشف الهيئة وعددهم لا يزيد عن 4 أو 5 الاف طالب بعد أن تعثر في الكشف الطبي أكثر من 10 او 12 الف طالب علي وجه التحديد الامر الذي يشير إلي تدهور صحة أبنائنا ) .
( نحن لا ننكر المجاملة ولكن في ضوء توافر عناصر وشروط القبول بالكلية . ولكن لن أقبل طالبا أوصي به وزيرا أو نائب دون تحقق الشروط نحن لا نجامل إلا في حدود الضوابط المسموح بها والمتعارف عليها ) .
( ولا ريشة ولا حاجة نحن نمرة 3 في الاهتمام ولكن طباخ السم بيدوقه فهذا الضابط الذي افني عمره وجهده في هذا المجال ولديه ابن يتوافر فيه الشروط فلماذا لا أقبله لتكملة مسيرة والده وفقا للقواعد ) .
( لا - هناك عدد كبير من أبناء الضباط لم يدخلوا الكلية في العام الماضي بنسبة15 % من المتقدمين لعدم توافر الشروط في الطول أو المجموع أو رسب طبيا من عددهم لا يقل عن 400 طالب).
( فجميع فئات المجتمع عندنا وكذلك جميع وظائف أولياء الامور من رجال أعمال إلي مدرسين وأطباء وقضاء وشرطة وإعلاميين ومسئولين من المستوي الرفيع . جميع فئات الشعب ممثلة داخل الكلية بعنصري الأمة من مسلمين ومسيحيين) .
طباخ السم بيدوقه
1- بداية ليس المقصود من هذا المقال التعرض لهيئة الشرطة ولا وزارة الداخلية لأن ثقافة الحياة اليومية في مصر أصبحت تتلخص في ( طباخ السم بيدوقة ) وهذه الظاهرة المرضية ليست مقصورة علي كلية الشرطة بل في جميع الوظائف المرموقة فعلي سبيل المثال فقد كتب الاستاذ أحمد الصاوي مقال بجريدة المصري اليوم بعنوان (المستشار مقبول ) ذكر فيه أن 150 طالبا من أبناء القضاء والمستشارين تم تعينهم في السلك القضائي رغم حصولهم علي تقدير مقبول . وكذلك نشرت جريدة الأخبار أن 15 طالبا ممن حصلوا علي تقدير جيد حصلوا علي أحكام قضائية بأحقيتهم في التعين ورفض مجلس الدولة تنفيذ الأحكام !! وإن من تم تعينه فعلا لم يقتصر علي حصوله علي تقدير مقبول بل أن بعضهم أمضوا 6 و 8 سنوات في الكلية أي رسبوا سنتين وأربع سنوات ومع ذلك تم تعينهم مجاملة لأبائهم .
2 – بمنطق ( طباخ السم بيدوقه ) يصبح من حق الإعلامي أن يعين ابنه في مجال الإعلام لأنه افني عمره في خدمة الإعلام ومن حق أستاذ الجامعة أن يعين ابنه ومن حق رجل البنوك أن يعين ابنه .... الخ فماذا يبقي من الوظائف المرموقة للمتفوقين من أبناء الشعب المنتمين للأسر البسيطة.
3 – القول بأن المجاملات تتم في ضوء توافر شروط القبول .
أولا : فيه اعتراف صريح بالمجاملات ( الكوسة بالتعبير الشعبي) .
ثانيا : أما عن توافر الشروط فإن المستفيدين من المجاملات (الكوسة) هم الذين يضعون هذه الشروط ولذلك يتلاعبون بها . ومن أمثلة التلاعب تحديد درجة القبول بكلية الشرطة ب 65% أي السماح للطلبة الفاشلين باستيفاء شروط الالتحاق حتي يتمكن أباءهم أو الوزراء ونواب مجلس الشعب من الحاق من يرغبون في مجاملاتهم . لماذا لا يكون الحد الادني للقبول 80% علي الأقل حتي نضمن انتقاء عناصر لا أقول متفوقة بل علي الأقل غير فاشلة .
4 – إن نسبة القبول بالنسبة لأبناء الضباط بلغت 85 % من المتقدمين في حين بلغت نسبة المقبولين إلي نسبة المتقدمين بالنسبة لباقي فئات الشعب 8% فقط (بقسمة 1600 المقبولين علي 20000 المتقدمين بفرض أن جميع المقبولين من فئات الشعب) . فأين تكافؤ الفرص وأين العدل ؟ وبتطبيق نفس المنطق (طباخ السم بيدوقه ) نستطيع أن نصل إلي نتيجة مؤكدة أن نسبة فرص ابناء العاملين في جميع الوظائف تصل أيضا إلي 85 % في حين باقي أبناء الشعب تصل إلي 8 % فقط .
5 – كيف في مجتمع رسخت فيه ثقافة ( طباخ السم بيدوقه ) تسعي الدولة إلي إلغاء مكتب التنسيق للقبول في الجامعات أو بالأسلوب الناعم جعل مكتب التنسيق أحد المؤشرات للقبول ويضاف إليه ( اختبار – كشف هيئة – شروط اخري ... الخ ) وبالتالي يحدث في كليات الطب والهندسة والاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام .... الخ (كليات القمة ) ما يحدث في كلية الشرطة ( مجاملات في ضوء توافر عناصر وشروط القبول بالكلية أو مجاملات في حدود الضوابط المسموح بها والمتعارف عليها حسب تعبير السيد رئيس أكاديمية مبارك للأمن – الكوسة حسب التعبير الشعبي ) .
6 – منذ أكثر من عشرين عاما سافرت للعمل بدولة خليجية وبعد مرور ثلاثة شهور من التعيين احتاجت جهة العمل إلي دفعة جديدة للتعين فاشترطت الوزارة علي الدفعة الجديدة أن لا يكون لهم قريب من الدرجة الاولي يعمل بالوزارة ومن يخالف ذلك يفسخ عقدة ويرحل إلي بلدة ووقعوا اقرارات بذلك وتم التنفيذ علي المخالفين . وذلك حماية لمصلحة العمل من المجاملات التي تحدث بين الأباء والأقارب خصوصا الأبناء .
7– منذ أربع سنوات حصلت أبنتي الكبري علي الثانوية العامة بمجموع يؤهلها للالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أو الإعلام .... ولكن والحمد لله أنها اقتنعت بوجهة نظري فقد قلت لها يا ابنتي أبيك ليس من السلك الدبلوماسي وليس من الإعلاميين ولكنه من عامة الشعب فمهما حصلتي علي تقدير لن تلتحقي بالعمل المرموق الذي تسعين إليه !! با ابنتي التحقي بكلية الألسن فإنها حتي الآن يمكن لخريجها الجيدين أن يشقوا طريقهم بنجاح دون الحاجة إلي (كوسة والدهم) والحمد لله اقتنعت . ولكن ماذا سيكون الموقف لو لم تقتنع ودخلت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أو الإعلام وتخرجت بتقدير ممتاز وفشلت أو بالأصح فشل والدها في الحاقها بالعمل الذي تستحقه ... هذه ليست قصتي ولا قصة أبنتي ولكنها قصة كل أسرة بسيطة مكافحة لا تجد سبيلا إلي التقدم والرقي وإن تفوقت علميا بسبب ثقافة ( طباخ السم بيدوقة ) المستشري في جميع مؤسسات الدولة لا كلية الشرطة فحسب .
8 – إن الانتماء للوطن والفساد لا يجتمعان في شعب أبدا .... وما لم يتحقق تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الشعب سيزداد الفساد وينعدم الانتماء. ولن يتحقق تكافؤ الفرص إلا بقرار رئاسي يمنع تعيين أبناء العاملين في جميع مؤسسات الدولة المرموقة منها والغير مرموقة . ومن أراد أن يعين ابنه عليه أن يستقيل فورا .
فهل يصدر هذا القرار ؟؟