Tuesday, July 17, 2007

الماضي يبعث من جديد - 3

بقلم: يوسف المصري
ينقسم الناس فى تفسيرهم لاى ظاهرة الى فريقين: قسم ياخذ الامور على ظاهرها(لذلك يعرفوا بالظاهرية) والاخر يفترض ان المعنى الحقيقى للاشياء باطنى او مخفى(لذلك يعرفوا بالباطنية) ويدعى الفريق الاخير ان الساذجين فقط وضعاف العقول هم من ياخذوا بالظاهرية. ففى اغلب مظاهر الحضارة الانسانية يوجد من ياخذ بالظاهر ومن يصر على الباطن والامثلة لا حصر لها فى الدين-الفن-الشعر-الغناء-النحت-الرسم---الخ.
خرافة الرقم 19: مع "البابين" فى مطلع القرن الواحد وعشرون.
"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"
(7) (ال عمران:7)
اهتمت الحضارات القديمة -وبخاصا الفرعونية والهندية والفارسية والاغريقية -بالفلك والحساب اهتمام غير عادى. ففى عام 423 قبل ميلاد المسيح عليه السلام اكتشف الفليسوف الاغريقى "متون" باثينا العلاقة بين الدورة الشمسية والقمرية وسجل بدقه العلاقة الرقمية بين الدورتين . فكل 235 شهر قمرى يعادل تقريبا19 سنة شمسية. وعندما ادعى "على الشيرازى" (الملقب الباب) انه المهدى المنتظر وافق ذلك تقربيا منتصف القرن التاسع عشر(1844م) وبناء عليه ادعى الباب ان اول من استجاب لدعوته 18 شخص ليصبح المجموع19 (لانه طبعا اضاف نفسه كاول المؤمنين بخزعبلاته)! فهل كان ادعاء الباب صدفة ام محاولة للفت الانتباه واستخدام حقيقة فلكية معروفه للبرهان على خرافة؟!! ولهذا السبب ايضا يقسم البهائيون السنة 19 شهر والشهر 19 يوم ليربطوا بين معتقداتهم والرقم 19. وفى منتصف السبعينات من القرن الماضى اعلن رجل يسمى "رشاد خليفة"_حاصل على درجة الدكتوراة_ يعيش فى مدينة توسان بولاية ارزونا ويعمل امام مسجد بنفس المدينة انه توصل الى ان الرقم 19 رقم اعجازى يفسر حفظ القران بلا تغير منذو نزوله على الرسول (صلى الله عليه وسلم). جذور هذا الرجل" مصر" هذه المرة وليس "ايران" حيث ولد "رشاد خليفة" بمحافظة البحيرة من اب ينتمى للفرقة الصوفية. كان لخليفه اهتمام شديد بتفسير دلالات "الكلمات المقطعة" فى القران او ما يعرف ب "فواتح القران الكريم" (ق\ن\الم\كفهيعص.... الخ). حيث ان 29 سورة من مجموع 114 سورة بدات بتلك الفواتح(لاحظ انه على الرغم ان الرقم 114 من مضاعفات الرقم 19 لكن العدد 29 ليس من مضاعفات الرقم 19!!!). ولكن من اين جاء "خليفة" بالعدد 19؟ لاحظ "خليفة" ان سورة المدثر الايه رقم 30-31 تتحدث عن عدد الملائكة التى تقوم بحراسة نار جهنم(19 بنص الايه) (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ
(30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31 ) فافترض ان تكرارعدد الحروف التى تتكون منها "فواتح القران" يجب ان تكون 19( او مضاعفات 19) وضرب مثل بسورة ( ق) حيث تكرر الحرف "ق" "57" مرة فى مواضع مختلفه بكلمات السورة وهورقم يقبل القسمة على 19 . والمضحك اننا اذا طبقنا نفس الكلام على سورة القلم (تبدء ب "ن") لوجدنا عدد المرات التى تكرر فيها حرف "ن" هو 132 مرة (ليس من مضاعفات الرقم 19 !!!!). علل "خليفة" الاختلاف بان "ن " كانت تكتب قديما "نون"(اى كما نقرائها) لذلك يصبح العدد 133 (من مضاعفات الرقم 19 )!!!!!. واذا فرضنا جدلا ان الادعاء الشيطانى السابق صحيح فعلى خليفة ان يثبت ان تكررر حرف ال" و" فى سورة القلم من مضاعفات العدد 19. بكل اسف يخسر "خليفة" مرة اخرى فحرف ال" و" تكرر بصورة لا تتفق مع الرقم 19 او مضاعفاته. ثم ادعى خليفة ان اول مانزل من القران 19 كلمة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) ) العلق(1-5). لاحظ حتى يكون العدد 19 علينا ان نفترض ان( ما لم) كلمة واحدة وليست اثنتين(وهو ادعاء مضحك)!!!!!
ويلاحظ انه كلما وجد "خليفة "تعارض مع النموذج الرياضى المفترض للرقم 19 او مضاعفاته فى القران يحاول ان يبرربكل الطرق على قصر فهم الاخرين (تماما كما تفعل الفرق "الباطنية" فى تاويلتها الشاذة لتفسير القران). مثال تكررت كلمة "القران"58 مرة فى القران الكريم فكيف جعلها خليفة تتماشى مع مضاعفات الرقم 19؟ ببساطة شديدة قال ان كلمة "قران" فى سورة يونس الايه 15"(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
(15)") تكرار لكلمة "غير هذا " والتى تشير للقران لذلك لا يجب عد كلمة" قران "فى تلك الايه وبذلك يصبح العدد الكلى 57 (مضاعفات الرقم 19)!!!. والطامة الكبرى عندما عد "خليفة" تكرار لفظ الجلاله (الله) فى القران وجد العدد( 2699) ( ليس بمضاعفات الرقم 19). فكيف حل خليفة المشكلة؟ لم يجد الشيطان حل الا الادعاء ان اخر اياتين من سورة التوبة ليسوا من القران!!!"
والايات هى:(
لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
(128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129
) وبذلك يكون العد الجديد للفظ الجلالة (2698 ) من مضاعفات الرقم 19!!!!.
ولكن ما هى ادلة" خليفة" على هذا الادعاء الشاذ!!!
حتى يخرج "خليفة "من المازق فكر ان يمنح نفسه قوة غير بشرية ليسيطر على عقول الجهلاء ومعدومى الدين والعقل فادعى "خليفة" ان جبريل (عليه السلام) اوحى اليه انه رسول!!! وان كل ما يتعلق بالرقم 19 وحفظ القران عبارة عن وحى (بس سيادته كان يكتم الامر من البداية حتى يتحقق عنصر المفاجئة!) وان رسالة "خليفة" موجه للامريكان خاصه وللمسلمين عامة!! للامريكان خاصة لان الله لم يرسل لهم رسول من قبل!!! ولذلك وقع الاختيار على "رشاد خليفة " (اول رسول مصرى !!!!!! وكمان مش من العاصمة ولكن من الارياف!!!!) ليؤدى تلك المهمة.
اما رسالته الاصلاحية للمسلمين كافه فهى اصلاح ما افسده المسلمون الاوائل(عليهم رضوان الله) بجمعهم لاحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم). وحرم الرجل استخدام تعبير(صلى الله عليه وسلم) عند ذكر خاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه وسلم" رغم انف الحاقدين"). ثم اخذ الرجل يردد كلام الشيعة الباطنية وغيرها من الفرق الضالة عن رواة الاحاديث( وبخاصا الصحابى الجليل "ابو هريرة" رضى الله عنه وكذلك ام المؤمنين "عائشة" رضى الله عنها). وبما انه لغى الحديث ونسخ السنة بتعاليمه الجديدة الشاذة كما فعل" الباب" من قبل فقد اطلق على اتباعه اسم المستسلمين او الخاضعين(
(submitters
حتى يميزهم عن اتباع "الباب" الشيعة. وادعى كذبا ان اتباعه على ملة ابراهيم (عليه السلام) حتى يوهم المسلمين(اتباع سيدنا ابراهيم الفعلين بنصوص القران) ان فرقته على الاسلام( يصف" خليفة" فرقته ب "الاسلام على الصراط المستقيم"). وتعريف الصراط المستقيم على حسب خرافات "خليفة" هو نبذ السنة النبوية والاعتماد على التفسير الباطنى للقران الكريم او بمعنى اخراتباع التعاليم البابية ولكن هذه المرة فى ثوبها الجديد. ومن هذيان الرجل انه ادعى انه يعرف ميعاد يوم القيامة (2280م) وان الوحى اخبره بالميعاد!!!!!.
ثم اخذا الرجل يهذى ويهذى حتى بلغ هذيانه عنان السماء فتدخلت العناية الالهية لتنهى تلك المهزلة حيث وجد "رشاد" مقتولا عام 1990م فى المركز الاسلامى الخاص الذى شيده باموال مصادرها مشبوها!
نقط يجب ان نقف عندها:
1- والد "رشاد خليفة" شخصية صوفية معروفة ورسالة الدكتوارة ل "احمد صبحى منصور" كانت عن ما يعرف ب "كرامات الاولياء" فهل هناك علاقة؟!!!!!
2-نلاحظ هناك تدرج ملحوظ فى اشكال البابية ابتداء بالباب ثم رشاد خليفة وانتهاء باحمد صبحى منصور.
3-يلاحظ المتابع لمقالات "منصور" التشابه العجيب بين اراء "منصور" و"بولس" صانع الخرافة فكلاهما يتفقان فى هدف واحد (تخريب الدين من داخل الدين) .
4-"ليبيا" ايضا محطة مشتركة بين رشاد خليفة و احمد صبحى منصور فالمعروف ان الرئيس الليبى " القذافى" كان يدعم انكار السنة ف"رشاد" هرب من مصر عن طريق ليبيا كما ان ليبيا دعمت طبع احد كتب منصور .
يمكنكم الاطلاع على اخر حوار اجراه "رشاد خليفة" مع صحيفة" البشير" على الرابطه
http://www.alargam.com/books/bassam5/10.htm
لقراءة المزيد عن احمد صبحى منصور وعلاقته المشبوهه مع السلطات الليبية ورشاد خليفة يمكنكم قراءة
قاصمة الظهر، وواصمة الدهر!
http://awad.phpnet.us/Articles/Qasemt_zhr.htm
لِكُلّ مُسَيْلِمَةٍ سَجَاحٌ
http://awad.phpnet.us/Articles/Lkl_Muselma.htm
واخيرا راى فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى(رحمه الله) في الرقم 19
http://www.alargam.com/prove/19/ragm543.htmيوسف المصرى

No comments: