بقلم: ممدوح أحمد فؤاد حسين
أراد رجل أن يوصي أبناؤه وهو علي فراش الموت فجمعهم وأحضر حزمة من الحطب ثم
أعطاها لكل واحد منهم لكي يكسرها فعجزوا جميعا . ثم فرق الحزمة وأعطي لكل ابن
عودا منها فكسره .. فقال لهم أنتم إذا اتحدتم كنتم كحزمة الحطب لا يستطيع أحد
كسرها وإذا تفرقتم صارالواحد منكم كالعود سهل كسره.
تذكرت هذه القصة التي كانت ضمن ما تعلمته بالمدرسة الابتدائية وأنا اتابع أزمات
القضاه والصحفيين وأساتذة الجامعات والأحزاب المصرية مع الحكومة فباستثناء
بيانات التأييد التي تذكر ببيانات الشجب التي يطلقها القادة العرب تجاه العربدة
الاسرائيلية خاض كل فريق أزمته مع الحكومة بمعزل عن باقي فئات المجتمع بالرغم
أنه لا يغيب عن ذهن انصاف المثقفين أن استقلال القضاء واستقلال الجامعات وحرية
الصحافة هي قضايا عامة وليست قضايا مهنية.
ولذلك انكسر عود القضاة وعود الصحفيين وصدر قانونهم لا يحقق الحد الأدني من
مطالبهم واستقلالهم .. وصدرت التعديلات الدستورية ولب المقصود منها إلغاء
الاشراف الفعلي للقضاء علي الانتخابات وإلغاء مبدأ قاض لكل صندوق.
وهكذا انكسرت حزمة المثقفين عودا عودا وفشلت جميع مؤسسات المجتمع المدني في
تحقيق أهدافها ونجحت الحكومة في تمرير كل ما أرادت من قوانين أعادت الديمقراطية
إلي غرفة الإنعاش مرة أخري بدليل نتائج انتخابات مجلس الشوري التي فاز الحزب
الوطني بجميع مقاعده ما عدا مقعد يتيم لأحد أحزاب المعارضة ومقعدين للمستقلين.
المرء لا يستطيع إلا أن يضرب كفا بكفا وهو يقرأ ما تناقلته وسائل الإعلام عن
انتصار كاسح لحزب العدالة والتنمية في تركيا رغم أنه لم يفز إلا بما يقرب من 47
% من الأصوات . إذا كان الفوز بـ47% من الاصوات انتصار كاسح فماذا يكون انتصار
الحزب الوطني في انتخابات الشوري ؟!! إن المقارنة بين النتيجتين يوضح الفرق بين
الديمقراطية الحقيقية والديمقراطية المزيفة .
من المخجل حقا أنه في الوقت الذي فشل فيه جميع المثقفين وقادة الرأي والفكر في
تحقيق أي نجاح يذكر منذ عام 2005 وحتي الآن نجد العمال يحققون النجاح يلي
النجاح فلا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع عن اضراب ناجح للعمال في أحد المصانع أو
الشركات. صحيح أن إضرابات ونجاحات العمال تمت في قضايا مهنية خاصة بهم ولكنهم
علي الأقل حققوا بعض ما يريدون.
فهل عجز المثقفين وقادة الرأي والفكر عن تحقيق ما حققه العمال ؟!!
اعتقد أنه لا سبيل إلي رد الاعتبار للمثقفين وقادة الرأي والفكر إلا بنجاحهم في
تحقيق ديمقراطية حقيقية ولن يتحقق لهم ذلك إلا بتكتلهم جميعا في اتحاد عام
لمؤسسات المجتمع المدني يضم ( الأحزاب – النقابات – نوادي أعضاء هيئات التدريس
– الجمعيات الأهلية ... وخلافه ) ويختص هذا الاتحاد بتوحيد المواقف تجاه
القضايا الوطنيه فعلي سبيل المثال فإن حرية الصحافة واستقلال القضاء والجامعات
ونزاهة العملية الانتخابية من الألف إلي الياء هي من القضايا التي لا يختلف
عليها اثنان مهما كان أنتماءهما السياسي .
ويجب أن تكون قراراته فاعلة وحاسمة وبالأغلبية وملزمة لجميع أعضاءه .
وغني عن البيان أنه يمتنع علي هذا الاتحاد المقترح أن يتصدي لأي قضية مهنية
(كالأجور مثلا) بأعتبار أن ذلك من اختصاص النقابة المختصة بهذه القضية .
أراد رجل أن يوصي أبناؤه وهو علي فراش الموت فجمعهم وأحضر حزمة من الحطب ثم
أعطاها لكل واحد منهم لكي يكسرها فعجزوا جميعا . ثم فرق الحزمة وأعطي لكل ابن
عودا منها فكسره .. فقال لهم أنتم إذا اتحدتم كنتم كحزمة الحطب لا يستطيع أحد
كسرها وإذا تفرقتم صارالواحد منكم كالعود سهل كسره.
تذكرت هذه القصة التي كانت ضمن ما تعلمته بالمدرسة الابتدائية وأنا اتابع أزمات
القضاه والصحفيين وأساتذة الجامعات والأحزاب المصرية مع الحكومة فباستثناء
بيانات التأييد التي تذكر ببيانات الشجب التي يطلقها القادة العرب تجاه العربدة
الاسرائيلية خاض كل فريق أزمته مع الحكومة بمعزل عن باقي فئات المجتمع بالرغم
أنه لا يغيب عن ذهن انصاف المثقفين أن استقلال القضاء واستقلال الجامعات وحرية
الصحافة هي قضايا عامة وليست قضايا مهنية.
ولذلك انكسر عود القضاة وعود الصحفيين وصدر قانونهم لا يحقق الحد الأدني من
مطالبهم واستقلالهم .. وصدرت التعديلات الدستورية ولب المقصود منها إلغاء
الاشراف الفعلي للقضاء علي الانتخابات وإلغاء مبدأ قاض لكل صندوق.
وهكذا انكسرت حزمة المثقفين عودا عودا وفشلت جميع مؤسسات المجتمع المدني في
تحقيق أهدافها ونجحت الحكومة في تمرير كل ما أرادت من قوانين أعادت الديمقراطية
إلي غرفة الإنعاش مرة أخري بدليل نتائج انتخابات مجلس الشوري التي فاز الحزب
الوطني بجميع مقاعده ما عدا مقعد يتيم لأحد أحزاب المعارضة ومقعدين للمستقلين.
المرء لا يستطيع إلا أن يضرب كفا بكفا وهو يقرأ ما تناقلته وسائل الإعلام عن
انتصار كاسح لحزب العدالة والتنمية في تركيا رغم أنه لم يفز إلا بما يقرب من 47
% من الأصوات . إذا كان الفوز بـ47% من الاصوات انتصار كاسح فماذا يكون انتصار
الحزب الوطني في انتخابات الشوري ؟!! إن المقارنة بين النتيجتين يوضح الفرق بين
الديمقراطية الحقيقية والديمقراطية المزيفة .
من المخجل حقا أنه في الوقت الذي فشل فيه جميع المثقفين وقادة الرأي والفكر في
تحقيق أي نجاح يذكر منذ عام 2005 وحتي الآن نجد العمال يحققون النجاح يلي
النجاح فلا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع عن اضراب ناجح للعمال في أحد المصانع أو
الشركات. صحيح أن إضرابات ونجاحات العمال تمت في قضايا مهنية خاصة بهم ولكنهم
علي الأقل حققوا بعض ما يريدون.
فهل عجز المثقفين وقادة الرأي والفكر عن تحقيق ما حققه العمال ؟!!
اعتقد أنه لا سبيل إلي رد الاعتبار للمثقفين وقادة الرأي والفكر إلا بنجاحهم في
تحقيق ديمقراطية حقيقية ولن يتحقق لهم ذلك إلا بتكتلهم جميعا في اتحاد عام
لمؤسسات المجتمع المدني يضم ( الأحزاب – النقابات – نوادي أعضاء هيئات التدريس
– الجمعيات الأهلية ... وخلافه ) ويختص هذا الاتحاد بتوحيد المواقف تجاه
القضايا الوطنيه فعلي سبيل المثال فإن حرية الصحافة واستقلال القضاء والجامعات
ونزاهة العملية الانتخابية من الألف إلي الياء هي من القضايا التي لا يختلف
عليها اثنان مهما كان أنتماءهما السياسي .
ويجب أن تكون قراراته فاعلة وحاسمة وبالأغلبية وملزمة لجميع أعضاءه .
وغني عن البيان أنه يمتنع علي هذا الاتحاد المقترح أن يتصدي لأي قضية مهنية
(كالأجور مثلا) بأعتبار أن ذلك من اختصاص النقابة المختصة بهذه القضية .
No comments:
Post a Comment