بقلم : ممدوح أحمد فؤاد حسين
أذاعت قناة «آي. تي . في» البريطانية يوم 19 أغسطس الحالي فيلما وثائقيا بعنوان (المسيح في عيون المسلمين) وقالت عنه صحيفة «الجارديان» البريطانية إنه يستخدم القرآن كمصدر رئيسي لمعلوماته، ويستخدم حوارات مع علماء ومؤرخين لإبراز كيف يري المسلمون المسيح عليه السلام.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الفيلم يوضح كيف «يكرم الإسلام المسيح عليه السلام كنبي ولكن ليس كابن للرب»، مضيفا أنه بالنسبة للقرآن، فإن عملية الصلب هي خيال مقدس، فبدلا من موته مصلوبا تم إنقاذ المسيح عليه السلام من قبل الملائكة، وتم رفعه إلي السماء.
ونقلت «الجارديان» عن اللورد براج - الكاتب والمذيع البريطاني البارز- إعجابه الشديد بفكرة الفيلم، وكيف أن المسيح عليه السلام كان رمزا في الإسلام، ولكن معظم الناس لا يعلمون، نافيا فكرة أن يتسبب هذا الفيلم في تفريق المجتمعات.
وهنا شنت الكنائس المصرية الثلاث: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية، هجوما لاذعا علي الفيلم وطالبت بمنع عرضه في مصر .
ومن حقنا أن نتساءل أليس السيد المسيح عليه السلام يمثل جزءا مهما من عقيدة أتباع الأديان السماوية سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين؟ وبالطبع هناك اختلافات في مفهوم طبيعة وحياة السيد المسيح عليه السلام ليست بين المسلمين والمسيحيين فقط بل أيضا بين المسيحيين بعضهم البعض. وغني عن البيان أن من حق كل فريق من هؤلاء أن يعبر ويوضح عقيدته في طبيعته وحياته عليه السلام بكل صور التعبير. ومن المؤكد أن هناك عشرات الأفلام بل ومئات الأعمال الفنية التي توضح طبيعة السيد المسيح وحياته طبقا للمفهوم المسيحي ولم يعترض مسلم واحد علي عرض هذه الأفلام في مصر رغم أنها بالتأكيد تخالف عقيدة المسلمين كما وردت في القرآن الكريم فلماذا الاعتراض علي فيلم واحد يوضح طبيعة السيد المسيح عليه السلام وحياته طبقا للمفهوم الإسلامي؟.
يقول الأنبا مرقس، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الأرثوذكسية، أسقف شبرا الخيمة: (هذا الفيلم يزيد من الفجوة بين المسلمين والمسيحيين، ولذلك أرجو عدم السماح بعرضه داخل مصر، خاصة أن المسيحيين يعرفون جيدا وجهة نظر الإسلام في المسيح من خلال الكتب المتداولة في الأسواق، موضحا أن خطورة عرض مثل هذا الفيلم ترجع إلي استعانة منفذيه بمؤثرات ووسائل خداع تعمل علي إثارة المشاعر).
وواضح من كلام الأنبا مرقس أن الفيلم ليس فيه جديد غير ما هو موجود بالفعل بالكتب المتداولة في الأسواق ويعتبر سيادته أن خطورة الفيلم ترجع إلي استعانة منفذية بمؤثرات ووسائل خداع تعمل علي إثارة المشاعر . وبالطبع فإن هذا ليس بسبب كاف لمنع الفيلم ولم يسبق في تاريخ السينما كلها أن تم منع فيلم لأنه مؤثر .. أما وسائل الخداع التي يتكلم عنها فهو لم يوضح ماهيتها وهل فيها إساءة للسيد المسيح أم لا؟
أما قوله (ولذلك أرجو عدم السماح بعرضه داخل مصر، خاصة أن المسيحيين يعرفون جيدا وجهة نظر الإسلام في المسيح) فالرد عليه : هل من حق المسلم أن يطالب بمنع عرض أي فيلم أو عمل فين يعرض وجهة النظر المسيحية في طبيعة وحياة السيد المسيح لأننا نحن المسلمين نعرف جيدا وجهة نظر المسيحية في المسيح !!!
ويقول الدكتور القس إكرام لمعي، رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية: (غالبية المسيحيين لن يقبلوا بعرض هذا الفيلم، رغم أن الجميع يعلم أن المسيح نبي له احترامه ومكانته بين المسلمين، ولكن جو التعصب الذي نعيش فيه حاليا سيجعل المسيحيين يعتقدون أن الفيلم نوع من التقليل من شأن المسيح). والرد عليه : ما دام يقر بأن الجميع يعلم أن المسيح نبي له احترامه ومكانته بين المسلمين فليس من حقه الاعتراض علي الفيلم إلا إذا كان هذا الفليم لا يحترم ولايقدر السيد المسيح عليه السلام . وهنا سيكون المسلمين أول من يعترض علي الفيلم.
لقد سبق وطالبت الكنائس المصرية بمنع فيلم ( شفرة دافنشي) بسبب مخالفته للعقيدة المسيحية وإساءته للسيد المسيح وهنا كانت الكنائس المصرية علي حق في طلبها ولم يعترض مسلم واحد علي هذا الطلب لأنه في عقيدة المسلم أن أي إساءة لأي نبي أو رسول تعتبر كفر بالإسلام ذاته .
أما في فيلم (المسيح في عيون المسلمين) فكما أن من حق المسلمين مشاهدة والتعرف علي عقيدتهم في السيد المسيح عليه السلام بالخطابة والكتابة والشعر فإن من حقهم ذلك في فيلم تسجيلي أو عمل سينمائي .
إن السيد المسيح عليه السلام ليس حكرا علي أتباع دين أو طائفة محددة بل أنه عليه السلام جزء من عقيدة المسلمين.
كلمة للمثقفين والمفكرين
عندما كانت رواية أولاد حارتنا ممنوعة من النشر.
وعندما تم سحب عدد من مجلة لنشرها قصيدة تعيب في الذات الإلهية .
وعندما يعترض الأزهر علي أي كتاب أو عمل فني لإساءة للدين الإسلامي وعقائده وثوابته .
وعندما صدر حكم ضد أحد الشعراء في قضية سب رفعها أحد الشيوخ .
قرأنا عشرات ومئات المقالات التي تندد بالمنع وتطالب برفع الرقابة وتدافع عن حرية الرأي والتعبير وتتهم المسلمين بالجمود والتطرف و... الخ وترفعون شعار: الفكر لا يواجه إلا بالفكر .
فلماذا أنتم صامتون تجاه طلب الكنائس المصرية الثلاثة منع عرض فيلم (المسيح في عيون المسلمون) ؟ أليس هذا الطلب ضد حرية التعبير و ... و ... إلي أخر الشعارات التي ترفعونها؟
وكيف تبررون صمتكم السابق تجاه تدخل الكنيسة المصرية في انتخابات مجلس الشوري الماضية واصدارها بيان تأييد لجميع مرشحي الحزب الوطني علي مستوي الجمهورية ... أليس هذا تدخل للدين في السياسية .. أليس هذا مخالف للدولة المدنية .. أليس هذا مخالف للتعديلات الدستورية .
ولماذا لم تدافعوا عن حرية الصحافة أثناء الازمة التي نشأة بين الكنيسة المصرية وجريدة وطني والتي علي أثرها تم حظر توزيع الجريدة في الكنائس وكان ضمن مطالب الكنيسة منع نشر أخبار المعارضين للكنيسة وللبابا ومنع بعض الكتاب .
لماذا نراكم دائما أسودا أمام الإسلام والمسلمين نعامة أمام الكنيسة ؟؟!!
وقالت الصحيفة البريطانية إن الفيلم يوضح كيف «يكرم الإسلام المسيح عليه السلام كنبي ولكن ليس كابن للرب»، مضيفا أنه بالنسبة للقرآن، فإن عملية الصلب هي خيال مقدس، فبدلا من موته مصلوبا تم إنقاذ المسيح عليه السلام من قبل الملائكة، وتم رفعه إلي السماء.
ونقلت «الجارديان» عن اللورد براج - الكاتب والمذيع البريطاني البارز- إعجابه الشديد بفكرة الفيلم، وكيف أن المسيح عليه السلام كان رمزا في الإسلام، ولكن معظم الناس لا يعلمون، نافيا فكرة أن يتسبب هذا الفيلم في تفريق المجتمعات.
وهنا شنت الكنائس المصرية الثلاث: الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية، هجوما لاذعا علي الفيلم وطالبت بمنع عرضه في مصر .
ومن حقنا أن نتساءل أليس السيد المسيح عليه السلام يمثل جزءا مهما من عقيدة أتباع الأديان السماوية سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين؟ وبالطبع هناك اختلافات في مفهوم طبيعة وحياة السيد المسيح عليه السلام ليست بين المسلمين والمسيحيين فقط بل أيضا بين المسيحيين بعضهم البعض. وغني عن البيان أن من حق كل فريق من هؤلاء أن يعبر ويوضح عقيدته في طبيعته وحياته عليه السلام بكل صور التعبير. ومن المؤكد أن هناك عشرات الأفلام بل ومئات الأعمال الفنية التي توضح طبيعة السيد المسيح وحياته طبقا للمفهوم المسيحي ولم يعترض مسلم واحد علي عرض هذه الأفلام في مصر رغم أنها بالتأكيد تخالف عقيدة المسلمين كما وردت في القرآن الكريم فلماذا الاعتراض علي فيلم واحد يوضح طبيعة السيد المسيح عليه السلام وحياته طبقا للمفهوم الإسلامي؟.
يقول الأنبا مرقس، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الأرثوذكسية، أسقف شبرا الخيمة: (هذا الفيلم يزيد من الفجوة بين المسلمين والمسيحيين، ولذلك أرجو عدم السماح بعرضه داخل مصر، خاصة أن المسيحيين يعرفون جيدا وجهة نظر الإسلام في المسيح من خلال الكتب المتداولة في الأسواق، موضحا أن خطورة عرض مثل هذا الفيلم ترجع إلي استعانة منفذيه بمؤثرات ووسائل خداع تعمل علي إثارة المشاعر).
وواضح من كلام الأنبا مرقس أن الفيلم ليس فيه جديد غير ما هو موجود بالفعل بالكتب المتداولة في الأسواق ويعتبر سيادته أن خطورة الفيلم ترجع إلي استعانة منفذية بمؤثرات ووسائل خداع تعمل علي إثارة المشاعر . وبالطبع فإن هذا ليس بسبب كاف لمنع الفيلم ولم يسبق في تاريخ السينما كلها أن تم منع فيلم لأنه مؤثر .. أما وسائل الخداع التي يتكلم عنها فهو لم يوضح ماهيتها وهل فيها إساءة للسيد المسيح أم لا؟
أما قوله (ولذلك أرجو عدم السماح بعرضه داخل مصر، خاصة أن المسيحيين يعرفون جيدا وجهة نظر الإسلام في المسيح) فالرد عليه : هل من حق المسلم أن يطالب بمنع عرض أي فيلم أو عمل فين يعرض وجهة النظر المسيحية في طبيعة وحياة السيد المسيح لأننا نحن المسلمين نعرف جيدا وجهة نظر المسيحية في المسيح !!!
ويقول الدكتور القس إكرام لمعي، رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية: (غالبية المسيحيين لن يقبلوا بعرض هذا الفيلم، رغم أن الجميع يعلم أن المسيح نبي له احترامه ومكانته بين المسلمين، ولكن جو التعصب الذي نعيش فيه حاليا سيجعل المسيحيين يعتقدون أن الفيلم نوع من التقليل من شأن المسيح). والرد عليه : ما دام يقر بأن الجميع يعلم أن المسيح نبي له احترامه ومكانته بين المسلمين فليس من حقه الاعتراض علي الفيلم إلا إذا كان هذا الفليم لا يحترم ولايقدر السيد المسيح عليه السلام . وهنا سيكون المسلمين أول من يعترض علي الفيلم.
لقد سبق وطالبت الكنائس المصرية بمنع فيلم ( شفرة دافنشي) بسبب مخالفته للعقيدة المسيحية وإساءته للسيد المسيح وهنا كانت الكنائس المصرية علي حق في طلبها ولم يعترض مسلم واحد علي هذا الطلب لأنه في عقيدة المسلم أن أي إساءة لأي نبي أو رسول تعتبر كفر بالإسلام ذاته .
أما في فيلم (المسيح في عيون المسلمين) فكما أن من حق المسلمين مشاهدة والتعرف علي عقيدتهم في السيد المسيح عليه السلام بالخطابة والكتابة والشعر فإن من حقهم ذلك في فيلم تسجيلي أو عمل سينمائي .
إن السيد المسيح عليه السلام ليس حكرا علي أتباع دين أو طائفة محددة بل أنه عليه السلام جزء من عقيدة المسلمين.
كلمة للمثقفين والمفكرين
عندما كانت رواية أولاد حارتنا ممنوعة من النشر.
وعندما تم سحب عدد من مجلة لنشرها قصيدة تعيب في الذات الإلهية .
وعندما يعترض الأزهر علي أي كتاب أو عمل فني لإساءة للدين الإسلامي وعقائده وثوابته .
وعندما صدر حكم ضد أحد الشعراء في قضية سب رفعها أحد الشيوخ .
قرأنا عشرات ومئات المقالات التي تندد بالمنع وتطالب برفع الرقابة وتدافع عن حرية الرأي والتعبير وتتهم المسلمين بالجمود والتطرف و... الخ وترفعون شعار: الفكر لا يواجه إلا بالفكر .
فلماذا أنتم صامتون تجاه طلب الكنائس المصرية الثلاثة منع عرض فيلم (المسيح في عيون المسلمون) ؟ أليس هذا الطلب ضد حرية التعبير و ... و ... إلي أخر الشعارات التي ترفعونها؟
وكيف تبررون صمتكم السابق تجاه تدخل الكنيسة المصرية في انتخابات مجلس الشوري الماضية واصدارها بيان تأييد لجميع مرشحي الحزب الوطني علي مستوي الجمهورية ... أليس هذا تدخل للدين في السياسية .. أليس هذا مخالف للدولة المدنية .. أليس هذا مخالف للتعديلات الدستورية .
ولماذا لم تدافعوا عن حرية الصحافة أثناء الازمة التي نشأة بين الكنيسة المصرية وجريدة وطني والتي علي أثرها تم حظر توزيع الجريدة في الكنائس وكان ضمن مطالب الكنيسة منع نشر أخبار المعارضين للكنيسة وللبابا ومنع بعض الكتاب .
لماذا نراكم دائما أسودا أمام الإسلام والمسلمين نعامة أمام الكنيسة ؟؟!!