Wednesday, June 20, 2007

بلدى... إلى أين؟

بلدى... إلى أين؟

وجوه الرجال أضحت كالحة، وجوه النساء غاب عنها نضارتها، إنقسمنا على أنفسنا فأصبحنا فئتين بعد أن تم سحل الطبقة المتوسطة فى المجتمع، فئة تحارب فى سبيل زيادة الأرباح إلى سقف المليار و تموت من التخمة، وفئة تقاتل فى سبيل البقاء وتموت من الجوع وهي تصرخ: إلى أين يا بلدى؟ بالطبع ليس إلى الأمام أو حتى إلى الخلف كما كنا نتوقع بل إلى الدرك الأسفل فى الوقت الذى سبقنا غيرنا إلى الدرج الأعلى
طال الزمن ونحن ننتظر أن يعود الهرم إلى سابق عهده فى عدله واعتداله بعد أن ظل مقلوبا طيلة نصف قرن
إن ثورة يوليو 52 بقدر ما كانت عظيمة فى أهدافها إلا أنها أفرزت مجموعة متسلقة من البشر أزاحت من كانوا على قمة المجتمع فانقلب الهرم الإجتماعي وتاهت الطبقة المتوسطة التى كانت مثل القلب فى الجسد فكانت تجاهد فى تعليم أولادها القيم والمبادئ قبل أن ينالوا من التعليم الأكاديمي فكان المهندس يرعى الله فلم تنهار عمارة من العمارات، القديمة وكان الطبيب صالحا فلم نكن نسمع عما يسمى أخطاء الأطباء رغم استحداث وسائل العلاج، وكان رجل الشرطة أمينا منصفا وحريصا على خدمة الغير فلم نكن نسمع مطلقا عن رجل شرطة مرتشيا، وكان العامل البسيط راضيا تماما بما قسمه الله له بلا تطلعات قبل أن يسمع عما يسمى "عيدالعمال" الذى كان بمثابة (رشوة) من الثورة للعمال فكانت نتيجتها التراخى فى العمل الرسمى ليذهب العامل إلى ورشته الخاصة وبعد أن دللت الثورة الفلاحين امتلأ الريف بكل وسائل الترفيه حتى شغل الفلاح عن عمله فأصبح يذهب إلى حقله مع الظهر جاء الزمن الذى أضاع كل هذه القيم فمن كان أسفل السلم الإجتماعى أصبح فى أعلاه حتى وصل إلى أماكن حساسة من جسم المجتمع فانتشرت الرشوة والمحسوبية فكان نصيب الطبقة المتوسطة الهلاك إن ما يدعو إلى الحسرة أن أمما كثيرة لم نكن نسمع عنها و نضربها مثالا للتخلف أصبحت الآن تناطح فى المقدمة رغم قلة إمكانياتها
ومع كل هذا المناخ الفاسد نجد الشعب فى غيبوبة ليس فقط من قلة الغذاء وندرة الدواء بل مع سبق الإصرار والترصد من قبل الحكومات المتعاقبة على شعبنا المسكين من خلال تسلطهم عليه بالقنوات الفضائية المملوكة للدولة والصحف الرسمية التى تتبع منهج الحكومة حيث تكون السياسة هي سياسة فرعون "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" وقد ساهم فى وضع الشعب فى حالة الغيبوبة من اختار النفاق (مهنة) تفتح له أبواب المال والهيمنة والقرب من صانعى القرار فنجد من الصعاليك من استدرج القراء على موقع أنشأه على الشبكة العالمية لينفخوا فيه ويساعدوه على عمل برنامج لحزب وهمى فجاهد حتى حصل على حكم محكمة بإنشاء حزب ليس حبا فى مصر لكن سعيا إلى الإعانة المالية وعشقا للهيمنة وما أن أصبح صعلوكا على عرش الهيافة حتى باع كل من سعى إلى رفعة هذا البلد وجمع حوله كل من سعى إلى خرابها من العلمانيين والمأجورين الذين باعوا دينهم قبل أن يبيعوا الأوطان لكننا نحمد الله أن مصر ليست هؤلاء فأرض الكنانة إذا كانت تمخضت عن أشباه قابيل فإن الله قد وهبها الكثير مثل هابيل، ولسوف يعود الهرم إلى سابق عهده فى عدله واعتداله ولن يستمر هكذا على حاله فى انقلابه فمصر بخير حتى وإن ضيعها أناس من أهلها أدمنوا الفساد فى غياب الرقابة.
على عبدالعزيز

No comments: