Thursday, June 28, 2007

تدوين الحديث: هل أحدث الفرقة بين المسلمين؟

بقلم: ممدوح أحمد فؤاد حسين
(هذا المقال مخصص للرد علي زعمهم بان تدوين الحديث هو سبب الفرقة بين المسلمين)
يزعم القرءانيون فيما يزعمون من مزاعم تتهاوي أمام الحقائق التاريخية أن تدوين الحديث هو الذي فرق المسلمين شيعا وفرقا وأحزابا . وأن العودة للعمل بالقرءان الكريم وحده هو الذي يعيد للأمة وحدتها بعد تفرقها .
وبداية فإن وحدة المسلمين هدف يجب أن يحرص عليهم كل مسلم وكاتب المقال يؤيد أي طريق يعيد للأمة وحدتها حتي لو كان هذا الطريق هو حذف أحاديث (نبي/رسول) الله صلي الله عليه وسلم وحذف كتب التفسير التي عددها أحد القرءانيين وتعجب من كثرتها. وعدم التعويل علي أراء العلماء والفقهاء السابقين. وحذف قواميس اللغة كما طالبت بذلك أحدي القرءانيات.
وهنا أتساءل : هل صحيح أن تدوين الحديث هو الذي فرق المسلمين فرقا وشيعا وأحزابا؟
وهل صحيح أن اعتماد القرءان الكريم وحده مصدرا للتشريع يعيد للأمة وحدتها ؟
وفي هذا المقال أحاول الإجابة علي هذين السؤالين وأتناول مسألتين:
(المسألة الأولي) أوضح فيها أن الخلاف بين المسلمين ونشأة الفرق والاحزاب كان سابقا بعشرات السنين علي البدء في تدوين الحديث وفي وقت لم يكن مدونا غير القرءان الكريم .
(المسألة الثانية) أوضح فيها أن العمل بالقرءان الكريم وحدة لا يمنع اختلاف المسلمين وتفرقهم إلي فرق واحزاب وأبين في هذه المسألة نقطتين :
النقطة الأولي : الخلافات بين القرءانيين أنفسهم في تفسير القرءان .
النقطة الثانية : الخلافات بين القرءانيين وأهل السنة والجماعة في تفسير القرءان .
وبالله التوفيق .
(المسألة الأولي) : الخلاف بين المسلمين سابقا علي تدوين السنة بعشرات السنين :
إن بداية تفرق المسلمين نشأ في أواخرأيام الخليفة الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنة وأن الخلاف بين الإمام علي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وموقعة الجمل ونشأة الخوارج والشيعة وغيرها من الفرق وأحداث كربلاء كلها وقعت قبل البدء في تدوين السنة بعشرات السنين بأمر من خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز عام 99 هجرية. وجميع هذه الأحداث مشهورة بما يغنيني عن ذكر تواريخها .
وبذلك يتضح بما لا يدع مجالا للشك عدم الأمانة العلمية في الادعاء بأن تدوين الحديث هو السبب في اختلاف المسلمين فرقا ومذاهبا وأحزابا .
(المسالة الثانية) : الخلاف بين المسلمين في تفسير القرءان الكريم وفيها نقطتان :
النقطة الأولي : الخلافات في التفسير بين القرءانيين أنفسهم :
1- عند قوله تعالي : (وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
)
يقول الاستاذ عمرو أبو رصاع أن العورة هي الأعضاء التناسيلية فقط وتقول الأستاذة لطيفة الحياة (مع احترامي للاستاذ عمر ابو رصاع وتقديري لفكره إلا انني اختلف مع تحديده للعورة في الاعضاء التناسلية) .
فأي القرءانيين نتبع ! وهل منع العمل بالقراءن وحده وقوع الخلاف بين القرءانيين.
2 – عن دور العقل كتب الدكتور حسن مقاله بعنوان (العقل وسنينه) يدور حول دور العقل في فهم النصوص القرءانية وخالفه بعنف الأستاذ عمر أبو رصاع قائلا : (بطبيعة الحال اختلف جذرياً مع طرح الدكتور حسن هنا) ويواصل حديثه قائلا (ويهمني هنا الاشارة لنقطة مركزية هي عطب هذه الدعوة التي ينطلق منها الدكتور حسن والمتمثل برفض ميزان العقل البشري لمناقشة النصوص؟!) ولم يكتفي بذلك بل قال (ما اشبه هذا بدعاوي الكهنة الذين يريدون فرض الوصاية على العقل البشري من خلال اتهامه بالقصور). لاحظ أخي القارئ الكريم أن كلا من الدكتور حسن والأخ عمر أبو رصاع لا يأخذون بالحديث الشريف ورغم هذا وقع بينهما هذا الخلاف الحاد .
3 – عند قوله تعالي : (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ) يقول الأستاذ سامر إسلامبولي أقوال ثلاث منها (نهي النساء عن الرقص)!! ويقول الأستاذ مجاهد ((ولا أقتنع بوجهة نظر السيد سامر الذى طنش الحاور وروح نام فى بيته). وتقول الأخت آية : (وأن معناها السعي فى العمل أو مهنة الرقص كما قال الإخ الباحث سامر. الحقيقة لا أتفق مع هذا الرأي) .
فهل نحذف الآيات القراءنية التي اختلف القراءنيون أنفهسم حول تفسيرها كما يطالبون بحذف الأحاديث الشريقة والتفاسير وقواميس اللغة !!
4 – يقول الأستاذ سامر الإسلامبولي عند قوله تعالي : (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) النور:31 : (إذاً الجلباب هو كل لباس يغطي الحد الأدنى الذي أمر الشارع به فوق الثياب الخاصة . وهو لباس مؤلف من قطعة واحدة فلذلك يطلق عليه اسم القميص وهو يبدأ من أعلى الكتفين إلى نصف الفخذين تقريباً . فهذا هو الجلباب بالحد الأدنى ) وقد رفضت الآخت آية هذا الكلام وقالت : (ولكن بما إن الفرج عورة جسدية فوجب بالضرورة تغطيتها للرجل وتغطيتها للمرأة مع سائر الزينة الأخري التي أمر الله بإخفائها وخمرها. أما رأس المرأة ويديها وأرجلها (كل الأماكن الواجب غسلها فى غسل الصلاة) فليست عورة لأنه لايجوز إحصانهم إنما هم زينة ظاهرة أو خفية على حسب تقاليد المجتمع.) وبالطبع نصف الفخذ والسيقان والذراعين الذي يبيح الاستاذ سامر كشفهم ليست من الأماكن الواجب غسلها في غسل الصلاة فيكون سترها واجبا عكس ما يري الأستاذ سامر.
احذفوا هذه الآية حتي يعود للقرءانيين وحدتهم !!؟
5 – يقول الأستاذ سامر إسلامبولي إن يعقوب ليس إسرائيل ويقول الدكتور حسن أن إسرائيل هو يعقوب .
6 – الخلاف حول معني كلمة مصر في القرءان الكريم بين الأستاذ سامر والدكتور حسن احذفوا الآيات التي ذكرت كلمة مصر حتي يعود المسلمين لوحدتهم !!.
فأي القرءانيين نتبع ؟!! وبطبيعة الحال أن الخلاف بينهما ليس بسبب الحديث لأنهم يرفضونه أساسا.
يبدو – والله أعلم – أن الاستاذ سامر سوف يفرق القرءانيين إلى فرقتين السامريين والمنصوريين وربما وجد فرق أو خلافات في التفسير في مواقع أخري لم أطلع عليها .
النقطة الثانية : الخلاف بين القرءانيين وأهل السنة حول تفسير القرءان :
1- يري جميع الأخوة القرءانيين عدم قطع يد السارق ومساواة شهادة المرأة بشهادة الرجل في حين يري أهل السنة والجماعة أنهم هذه تفسيرات مخالفة لظاهر النص القرءاني نفسه . فما العمل والخلاف واقع بسبب الخلاف علي تفسير القرءان ولا علاقه له بالحديث الشريف.
2- يري جميع القرءانيين أن آيات ( يا أيها النبي ) ليست تشريعية بينما يري أهل السنة والجماعة أنها تشريعية .
3 – يري الأستاذ رمضان عبد الرحمن أن من يدخل النار لا يخرج منها واستشهد في ذلك بكثير من الآيات القرانية بينما يري الاستاذ محمد فؤاد أن هذا صحيح بالنسبة للكافرين فقط أما عصاة المؤمنين فإنهم لا يخلدون في النار بل يمكثون فيها ما شاء الله ثم يخرجون منها واستشهد في ذلك بقوله تعالي : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ) هود : 106 - 107
4 – يري الأستاذ رضا عبد الرحمن علي أن القرءان الكريم لم يتحدث عن فقر النبي صلي الله عليه وسلم بل ذكر أنه كان فقيرا قبل البعثة فأغناه الله تعالي بعد الرسالة . ويري كاتب المقال أن القرءان الكريم تحدث عن معاناة النبي سواء كان ذلك ناتجا عن فقر أم عن إنفاق كل ماله في سبيل نشر الإسلام في قوله تعالي : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ) الأحزاب 28 – 29 .)
5 – يري القرءانيين جميعا أن القرءان لم يأمر بطاعة النبي عكس أهل السنة الذين يرون طاعة النبي واجبة وأوضح كاتب المقال – في مقال سابق - أن القرءان أمر باتباع النبي وأن الأتباع يشمل الطاعة مع الحب وبذلك تكون طاعة النبي مذكورة بالقرءان وواجبة . بينما يقف الأستاذ نهرو طنطاوي موقف وسطا فيقول : (إذن ما تواتر عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية أداء العبادات إنما هو بوحي الله إلى رسوله ليريه كيف يصلي وكيف يحج وكيف يتطهر وغيرها من الأفعال المتواترة وهذا لا اختلاف فيه مع أحد في أنه شرع ودين ووحي أوحاه الله إلى رسوله صلي الله عليه وسلم ولا خلاف بين أمة الإسلام بجميع طوائفهم وفرقهم في هذا .) فهو يأخذ بالأحاديث المتواترة في العبادات فقط بينما يري القراءنيون أنهم يصلون كما رءوا أبائهم وأمهاتهم يصلون !!
وهذه النماذج الخمسة الخلاف فيها حول تفسير آيات من كتاب الله ولا علاقة لها بالأحاديث الشريفة .
وختاما فإن الزعم بعدم طاعة النبي وعدم تدوين الحديث الشريف والعمل به أوجد فرقة جديدة لم تكن موجودة من قبل أي أنه زاد الطين بلة كما يقولون – وإن كانت قد ولدت ميتة لافتقارها إلي أي أساس علمي سليم ولاصطدامها مع صريح النص القرءاني -
وللأمانة فإنهم يرفضون تسمية أنفسهم فرقة ولكن هذا يوقعهم في مطب أشد فإما أنهم فرقة من فرق الإسلام أو أنهم فرقة الإسلام . فماذا يكون من يخالفهم الرأي وهم الغالبية العظمي من المسلمين؟؟!!


2 comments:

Anonymous said...

الكاتب المحترم الاستاذ ممدوح احمد فؤاد حسين
هذا التعليق نقلا عن موقع اهل القرآن لأحد الذين هداهم الله بعد أن انخدع فيهم بعض الوقت ولكنه وبتوفيق الله اكتشف كم الاكاذيب والضلالات والفتاوى المغرضة لزعيمهم الآبق منصور فكان هذا الانسحاب وهو ليس أول من انقلب عليهم تحياتي لك أخي الكريم وأنا أكثر الناس سعادة بوجودك هنا لأسباب سأذكرها لاحقا
نبيل ابوالسعود


والى التعليق نقلا عن موقع اهل البهتان




تعليق بواسطة هيثم قاسم - 2007-06-26
انسحاب
عندما فتحت موقع أهل القرآن للمرة الأولى, استبشرت وفرحت بوجود أناس يشاركونني آرائي في وجوب الإعتماد على القرآن الكريم وترك الأحاديث المنسوبة الى النبي محمد (ص), وخاصة تلك التي تسفه وتحط من شأن ديننا ونبينا.
إلا أنني ومع مرور الوقت, أدركت للأسف أن صاحب هذا الموقع ومحرريه قد شطحوا بخيالهم بعيدا جدا وابتعدوا عن المسار الذي أراه وسطيا صحيحا, فمنهم من ادعى أن النبي محمد (ص) كان يكتب ويقرأ وأنه هو الذي كتب القرآن بيده, ومنهم من نقل المسجد الأقصى بقدرة قادر من القدس الشريف إلى مصر (وكأنه يفسح المجال لليهود الصهاينةأن يستولوا على القدس الشريف والمسجد الأقصى بكامله), ومنهم من ينكر حدوث معجزة المعراج الثابتة في القرآن الكريم في سورة النجم ويفسر هذه السورة على هواه, ومنهم من لا يرى حرجا في أن يكون ولي الأمر على المسلمين غير مسلم حتى لو أحل الحرام كالزناوالخمر وحرم الحلال, ومنهم من أصبح يتساءل عن صحة الأركان الأساسية في الإسلام من صلاة وزكاة وغير ذلك, إضافة إلى الخروج عن المنطق وادعاء أن الصلاة والقرآن الكريم كان موجودا قبل النبي محمد (ص) وأن القرآن كان موجودا على زمن سيدنا إبراهيم, وإلى غير ذلك من الإدعاءات الباطلة.
في النهاية يؤسفني أن أعلن إنسحابي من هذا الموقع بصفة نهائية نظرا للبون الشاسع بين آرائي ومعتقداتي وبين آراء صاحب هذا الموقع ومحرريه.
وتقبلوا مني كل الشكر على سعة صدوركم.
وفقني الله وإياكم إلى مافيه الخير والصلاح للإسلام والمسلمين.
أرجو عدم الرد لأنني ببساطة لن أقرأه وسأحذف هذا الموقع من ال Favorites
هيثم قاسم- لبنان.

Anonymous said...

الاخوة الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد على موقع المهتدون كتب رائعة عن السنة المطهرة ارشح لكم قراءة:
السنة ومكانتها فى التشريع الاسلامى1-
د عبد الحليم محمود
السنة قبل التدوين2-
محمد عجاج الخطيب
السنة تم البدء فى تدونها فى حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتحت اشرفه والادلة على ذلك موضحة فى الكتابين اعلاه.
الامام البخارى جمع (ولم يدون الاحاديث) على مدار 16 عاما جمع خلالهما حوالى 600 الف حديث من مختلف بقاع الارض ثم قام باعطاء كل حديث درجة او رتبة حسب الرواة (الاسناد) ومحتوى الحديث (المتن). وكانت خلاصة دراسات البخارى الرائعة كتاب اسماه "صحيح البخارى" اختار فيه حوالى 3000 حديث بناء على الاسناد والمتن. واسباب جمع البخارى للسنة هو اتساع رقعة الخلافة الاسلامية وعدم وجود وسائل سريعة للتاكد من صحة اى مقولة تنسب للرسول (صلى الله عليه وسلم) وكذلك موت حفاظ وكتبة السنة الشريفة.
وما فعله الامام البخارى هو انتهاج اسلوب علمى دقيق جدا لجمع السنه وفهرست الاحاديث واذا قارنا طريقة البخارى بجمع الاناجيل او اعادة كتابة التوراة بعد السبى والنفى الاول لبنى اسرائيل لادركنا ان الله تعالى هو الذى هدى الامام لتك الطريقة العلمية الدقيقة.
رحم الله الامام البخارى وجازااه الله خير الجزاء عن كل المسلميين.
يوسف المصرى