Tuesday, August 21, 2007

أوقف الهزائم يا أولمرت

بقلم: ممدوح أحمد فؤاد حسين
أوقف الهزائم يا أولمرت
( مصر يا عظيمة رفضنا الهزيمة )
أمر طبيعي أن نرفض الهزيمة التي تحيق بنا وأن نعمل علي الثأر لهزيمتنا وتحويلها إلي نصر وهذا ما حدث والحمد لله .
ولكن الذي لا يمكن فهمه أو تبريره أن يرفض البعض النصر !! وأن يعتبر النصر هزيمة !!
بداية فإنه من الأمور البديهية أنه لا أحد يحب الحرب وأن النفس البشرية تميل إلي السلام قال تعالي : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ) البقرة : 216. والأمر الذي لا خلاف عليه أن السلام في حاجة إلي قوة تحميه وأن هناك خيط رفيع بين السلام والاستسلام . والمتتبع للصراع العربي الإسرائيلي أن جميع الدول العربية بلا استثناء اختارت - أو هكذا تتدعي -خيار السلام وهناك من اعتبر أن السلام خيار استراتيجي وهناك مبادرات عن جامعة الدول العربية لتحقيق السلام .... ولكن لا حياة لمن تنادي فلا السلام حققوا ولا للحرب استعدوا.. ففي مثل هذه الظروف أعتقد أنه لا يبقي إلا الاستسلام .
ولأن هنا في منطقتنا العربية رجال رفضوا الهزيمة ورفضوا الاستسلام وفهموا إنه يستحيل تحقيق السلام إلا من خلال القوة فاستعدوا حسب طاقاتهم (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ ) الأنفال : 60 . وخاضوا في جنوب لبنان حرب يوليو /تموز 2006 .
وهنا خرج علينا الذي عز عليهم أن ينفضح أمر المنبطحين المستسلمين الذين فشلوا في تحقيق الحد الأدني من مطالبنا العادلة في فلسطين سلما أو حربا خرجوا علينا يبشروننا بالهزيمة التي لحقت بحزب الله رغم أنه من المفروض أن يحزنوا لهزيمة أي طرف عربي في صراعه مع إسرائيل !!.
وحتي لا ندخل في جدال من المنتصر ومن المنهزم وما هو تعريف النصر؟ .... إلي أخر السفسطة الجدلية التي يريدون أن يخفوا وراءها جبنهم عن مواجهة عدوهم واستسلامهم له وتخليهم عن تحقيق الحد الأدني من المطالب المشروعة لشعبنا العربي في فلسطين . فقد جمعت من مواقع الانترنت بعض ما كتبته الصحافة الإسرائيلية عن حرب يوليو/تموز2006.
فتحت عنوان "أوقف الهزائم يا أولمرت"
* كتبت صحيفة "معاريف" العبرية في افتتاحيتها الخميس 13-7-2006، مؤكدة أن أولمرت بات مُطالبًا بإنجاز عمل ضخم يعيد الجنود المأسورين في غزة ولبنان.
وقالت: إن كافة الأحداث الأخيرة تؤكد أن إسرائيل في محنة حقيقية، حيث تفتقد الزعيم -الذي كان آخرهم إريل شارون- القادر على التصدي للفصائل الفلسطينية "الإرهابية" وحزب الله وإيران وسوريا.
وأيدت "معاريف" قرار مجلس الوزراء الذي صدر الأربعاء 12-7-2006 بشن سلسلة عمليات عسكرية ضد لبنان، وبخاصة ضد حزب الله.
في الشأن ذاته، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: إن الطاقم الأمني في الحكومة اتفق على مهاجمة حزب الله جوا فقط، خوفا من تعرض جنود إسرائيليين آخرين للقتل أو سقوطهم في الأسر خلال أي عمليات برية
وقالت مصادر عسكرية للصحيفة: إن "العمليات البرية ضد حزب الله هي الحل الواجب اتخاذه في حال إذا قررنا القضاء عليهم بمساعدة القصف الجوي، لكننا لن نتحمل غضب الشارع الإسرائيلي في حال سقوط جنود آخرين قتلة أو أسرى، لذا قررنا أن تكون العمليات جوية فقط
* أصدر معهد الأبحاث الإستراتيجية في جامعة تل أبيب العدد الفصلي التاسع من "التقرير الاستراتيجي" تناول إخفاقات حرب لبنان الثانية، أي عدوان تموز 2006،
وفيما يلي أبرز النقاط التي تناولها التقرير.
- في المقالة الأولى من التقرير كتب الصحفي والمحلل في القناة العاشرة عوفر شيلح:
كانت القوة العسكرية الفائقة لإسرائيل الأساس في إعلان حزب الله وللشعور السائد في العالم العربي، بل وفي إسرائيل نفسها، عن تحقيقه الانتصار، انطلاقاً من حقيقة أنه بقي واقفاً على قدميه لمدة 33 يوماً، بل وأطلق في اليوم الأخير أكثر من 200 صاروخ كاتيوشا .
كذلك وضع إسرائيل لم يتحسّن. فالتهديد على الشمال ما زال قائماً، والصواريخ ما زالت موجودة، والحرب المنقضية أثبتت أنه يمكنه مواصلة إطلاقها وشل كل الشمال لمدة طويلة، وفي الحقيقة إجبار إسرائيل على أن "يرفّ" جفنها أولاً. ومن جهةٍ ثانية حصلت الجهات الأخرى في المنطقة على نموذج أمثل على كيفية التعامل مع تفوّق إسرائيل (العسكري) ومع الفجوات الموجودة في منظومة اتخاذ القرارات في الجيش الإسرائيلي، بل وحتى مع نفس قدراته .
وأضاف: "فقدت القوة الفائقة للجيش الإسرائيلي أهميتها كونه استخدمها ضد عدو لم يكن له أصلاً قدرة على التأثير عليه. فقد أطلق الجيش 130.000 قذيفة، ونفّذ 10.000 غارة، وفي بعضها تم استخدام ذخائر حيوية إلى حد أن مخازنها وصلت إلى الخط الأحمر، وكان هناك حاجة لإعادة ملئها فوراً من إسرائيل ومن الخارج. أيضاً الاجتياح البري لم يكن له أثر على سير المعركة، والجيش كان يعرف ذلك مسبقاً. حتى سقوط القتلى في صفوف عناصر حزب الله لم يؤثر على إطلاق الصواريخ، ووصلت إسرائيل إلى نهاية المعركة وهي مستنزَفة، كما لم تتأثر قرارات قيادة حزب الله .
- المقالة الثانية من التقرير كتبها رون تيره، الذي كان في السابق مسؤول قسم في استخبارات سلاح الجو. وتناول الكاتب فيها الاستخدام المفرط للقوة من جانب الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى محاولة الأخير تطبيق أفكار عملية غزو العراق "الصدمة والرعب"، مشبهاً ذلك بمحاولة كسر العظام لكائن حي لا يُرى بالعين المجردة. وقال فيها:
لقد صاغ حزب الله معركة لم يبقِ فيها أمام إسرائيل سوى اختيار أي مقتل تكشفه: الامتناع عن عملية برية، وكشف حساسيتها تجاه استهداف الداخل، أم الدخول إلى لبنان وكشف حساسيتها تجاه خسارة جنود. صحيح أن حزب الله فضّل التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار، لكن ذلك يأتي كعادته ضمن رغبة في "الحفاظ على مكاسبه"، وليس بسبب ضائقة أو أنه كان على حافة الانهيار. وبالفعل، فإنه في نظر حزب الله وجهات أخرى في المنطقة تابعت الحرب: حزب الله انتصر في المعركة. حقيقة أن بضع مئات من مقاتلي حزب الله وقفوا في ميدان المعركة بوجه 4 فرق، وأنهوا المعركة "منتصبين" ومحققين إصابات مؤلمة في صفوف الجيش الإسرائيلي، يمكن أن تتسبب في تطور نتائج غير مباشرة للحرب ومثيرة للقلق. فالجهات التي تابعت الحرب يمكن ان تستخلص ـ محقة كانت أم مخطئة ـ أن الجيش الإسرائيلي اليوم ليس كما كان بالأمس، وأن الجندي الإسرائيلي (والغربي عموماً) ضعيف ويجد صعوبات في مواجهة عقبات المعركة"
حرب يوليو/تموز في الميزان :
لا حزب الله ادعي أنه خاض حرب تحرير ولا أي من مؤيدية أو المنبهرين به اعتبر انتصاره انتصارا حاسما في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية والحقيقة أنها جولة ناجحة من جولات الصراع . إن أعظم النتائج المترتبة علي حرب يوليو/ تموز أنها أسقطت مفهوم العجز عن مواجهة إسرائيل وأنها أعلت من قيم المقاومة وبرهنت علي إمكانية تحقيق النصر فهذه الحرب خاضها بضع مئات صمدوا 33 يوما أجبروا فيها العدو الإسرائيلي علي قبول وقف اطلاق النار دون أن يحقق أي من أهدافه العسكرية .
إذا كان بضع مئات من المقاتلين تمكنوا من تحقيق هذه النتيجة فكيف يكون الحال إذا تجمعت إرادة الأمة علي رفض الاستسلام وتحقيق النصر لإجبار العدو الصهيوني علي سلام عادل
.

No comments: